آخر تحديث :الثلاثاء-10 سبتمبر 2024-03:44م
ملفات وتحقيقات

صور ورسائل.. سلاح الابتزاز الإلكتروني الجديد وأسباب تزايده في الآونة الأخيرة

الأحد - 11 أغسطس 2024 - 10:33 ص بتوقيت عدن

صور ورسائل.. سلاح الابتزاز الإلكتروني الجديد وأسباب تزايده في الآونة الأخيرة

(عدن الغد)القسم السياسي:

لماذا تزايدت ظاهرة الابتزاز الإلكتروني في الآونة الأخيرة؟

كيف يتم الابتزاز الإلكتروني.. وما أضراره على الضحية؟

أين يكمن دور الأسرة والمجتمع للحد من هذه الظاهرة؟

ما الدور الذي يقع على وسائل الإعلام لمكافحة هذه الجريمة؟

ماذا عن مواجهة الدولة لهذه الجريمة؟

الابتزاز الإلكتروني.. جريمة العصر

في خطوةٍ تعكس الاهتمام المتزايد بأمن المعلومات في اليمن، أعلنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات عن تأسيس قسم متخصص للأمن السيبراني.

تأتي هذه الخطوة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العالم الرقمي، وتسعى الوزارة من خلالها إلى حماية البنية التحتية الرقمية للبلاد ومواكبة التطور التكنولوجي المتسارع.

ويشهد العصر الرقمي تطوراً متسارعاً في مجال التكنولوجيا، مما يوفر العديد من المزايا والخدمات التي تغير حياتنا اليومية.

ولكن في الوقت نفسه، تزايدت المخاطر والتهديدات التي تستهدف خصوصيتنا وأمننا الرقمي.

ومن أبرز هذه التهديدات، الابتزاز الإلكتروني الذي بات يشكل تحدياً كبيراً للمجتمعات.

ولعل أبرز ما يتداوله نشطاء التواصل الاجتماعي من نشر صور فتيات من عدن على منصة تليجرام وغيرها من المنصات الاجتماعية أحد أبرز صور الابتزاز، الذي يعد انتهاكاً صارخاً للخصوصية وحقوق الإنسان، وتؤثر بشكل كبير على حياة الضحايا وأسرهم.

> أسباب هذه الظاهرة

وفقا للباحثين والمهتمين بوسائل التواصل الاجتماعي، فإن انتشار الهواتف الذكية وسهولة الوصول إلى الهواتف الذكية والإنترنت زادت من انتشار هذه الظاهرة، بالإضافة إلى ضعف الوعي الرقمي بأخطار الإنترنت، وكيفية الحفاظ على الخصوصية يجعل الفتيات أهدافاً سهلة.

ويرى علماء النفس الاجتماعي أن الثقافة المجتمعية والتقاليد الاجتماعية الصارمة، قد تمنع الفتيات من الإبلاغ عن هذه الجرائم خوفاً من العار، بالتوازي مع غياب قوانين رادعة، ضد جرائم الانتهاك الإلكتروني يشجع الجناة على ارتكاب هذه الجرائم. وأحيانا قد يكون الدافع وراء نشر هذه الصور الانتقام، التشهير، أو تحقيق مكاسب مادية.

وأصبح استخدام الصور والرسائل الشخصية سلاحاً فتاكاً في أيدي المبتزين الإلكترونيين.

فمن خلال الحصول على هذه المواد بشكل غير قانوني، يقوم المبتز بتهديد الضحايا بنشرها علناً، إذا لم يستجيبوا لمطالبهم.

> كيف يتم الابتزاز الإلكتروني؟

هناك العديد من الطرق التي يستخدمها المبتزون الإلكترونيون للوصول إلى ضحاياهم يرصدها الخبراء في الأمن الرقمي.

من هذه الطرق، الهندسة الاجتماعية، إذ يقوم المبتز بإنشاء علاقات وهمية مع الضحية للحصول على ثقته، ثم يستغل هذه العلاقة للحصول على المعلومات الشخصية، علاوة على استخدام برامج التجسس، إذ يتم تثبيت هذه البرامج على أجهزة الضحايا دون علمهم، مما يسمح للمبتز بتتبع أنشطتهم وجمع بياناتهم الشخصية.

إضافة إلى ما سبق، يقوم المبتزون باختراق حسابات الضحية على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على الصور والرسائل الخاصة.

> أضرار الابتزاز الإلكتروني

وفق خبراء في علم النفس الاجتماعي، فإن الابتزاز الإلكتروني يترك آثاراً نفسية واجتماعية واقتصادية عميقة على الضحايا، ومن أبرز هذه الأضرار:

الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق والخوف والانطواء، إضافة إلى التدهور الاجتماعي للضحية، بفقدان الثقة بالنفس والعزلة الاجتماعية، علاوة على الخسائر المادية، وذلك بدفع مبالغ مالية كبيرة للمبتزين.

يسعى المبتزون إلى التشويه السمعي، وذلك بنشر معلومات كاذبة أو صور مسيئة للضحية.

وبحسب مختصين، فإن المبتزين يعملون أيضا على تدمير العلاقات الاجتماعية، والإسهام في تدهور العلاقات مع العائلة والأصدقاء، والعزلة الاجتماعية، وقد يؤدي نشر الصور إلى توقف الفتيات عن الدراسة أو العمل، مما يؤثر على مستقبلهن.

ولا تقف الآثار النفسية والاجتماعية هنا، بل تلحق الضحية الوصمة الاجتماعية، وقد تتعرض الفتيات للوصم والتهميش من المجتمع.

> كيف نحمي أنفسنا من الابتزاز الإلكتروني؟

وفقا للمختصين في الأمن الرقمي، ومن أجل حماية أنفسنا من خطر الابتزاز الإلكتروني، يجب اتباع بعض الإجراءات الوقائية، مثل:

حماية خصوصيتنا على الإنترنت، وذلك بتجنب مشاركة المعلومات الشخصية مع الغرباء، واستخدام كلمات مرور قوية ومعقدة، مع تثبيت برامج مكافحة الفيروسات لحماية أجهزتنا من البرامج الضارة، فضلا عن عدم فتح الروابط أو المرفقات المشبوهة: التي تأتي من مصادر غير موثوقة.

ومن المهم أن يقوم الضحية، بالتبليغ عن أي محاولة ابتزاز إلى الجهات المختصة.

> كيفية مواجهة هذه الظاهرة؟

ينصح المختصون لمواجهة هذه الظاهرة، بتنظيم حملات توعية واسعة في المدارس والمجتمعات المحلية لتثقيف الفتيات وأولياء الأمور حول مخاطر الإنترنت وكيفية الحفاظ على الخصوصية.

تشديد العقوبات، وذلك سن قوانين صارمة تعاقب مرتكبي جرائم الانتهاك الإلكتروني بعقوبات رادعة، مع توفير الدعم النفسي والقانوني للضحايا لمساعدتهن على تجاوز هذه المحنة.

يجب أيضا، تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية والمدارس لمكافحة هذه الظاهرة، إضافة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة لكشف الجناة وتتبعهم.

> دور الأفراد والمجتمع

يجب على أي شخص يشاهد هذه الصور أو يعلم بوجودها أن يبلغ عنها للجهات المختصة، وعلى الجميع عدم المشاركة في نشر هذه الصور أو إعادة توجيهها، وعلى المجتمع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا.

وللعلم أن نشر صور الأشخاص بدون موافقتهم جريمة يعاقب عليها القانون، وهي انتهاك صارخ للخصوصية وحقوق الإنسان، وعلى الجميع أن يتكاتفوا لمواجهة هذه الظاهرة وحماية خصوصية الآخرين.

> رسائل مهمة

عند الحديث عن هذه القضية، يجب الحرص على حماية هوية الضحية وعدم نشر أي معلومات شخصية عنها، مع التعاون مع الجهات المختصة مثل الشرطة والنيابة العامة لتقديم الدعم للضحايا وملاحقة الجناة. ويمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دوراً هاماً في نشر الوعي بهذه الظاهرة ومكافحتها.

ختاما: الابتزاز الإلكتروني جريمة خطيرة تتطلب تضافر الجهود لمكافحتها، ويجب على الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة العمل معاً لتوعية المجتمع بمخاطر هذا النوع من الجرائم، وتوفير الحماية اللازمة للضحايا.