آخر تحديث :الجمعة-18 أكتوبر 2024-11:00ص

"61 عاماً على ذكرى ثورة 14 أكتوبر وشعب الجنوب يحتضر!"

الإثنين - 14 أكتوبر 2024 - الساعة 11:06 م
ناصر العبيدي

بقلم: ناصر العبيدي
- ارشيف الكاتب



يحتفل شعب الجنوب اليوم بذكرى مرور 61 عاماً على ثورة 14 أكتوبر المجيدة ضد الاحتلال البريطاني.يتعين علينا جميعاً، شعباً وقيادة، في جنوبنا الحبيب، الوقوف مطولاً إجلالاً وإكباراً أمام ما قدمه أبطال وشهداء ثورة 14 أكتوبر. وهذا الوقوف لا ينبغي أن يقتصر على تعظيم المناسبة فقط، بل أيضاً على تمجيد شهدائنا الذين قهروا أعتى إمبراطورية استعمارية في العالم حينها، وأنجزوا للجنوب استقلاله الأول.


(وااا اكتوبرااااه) ثورة الأجداد والآباء، نحن اليوم نقف أمام احتلال ثانٍ متخلف بغيض لم يترك لنا مجالاً للاحتفاء بذكراك والاحتفاء بالهوية الجنوبية. هناك متغيرات أسهمت بطريقة أو بأخرى في أخطاء وقع فيها بعض آبائنا من النخبة السياسية التي تولت زمام دولة الجنوب بعد الثورة والاستقلال من الاستعمار البريطاني آنذاك.


لا أحد منا لم يشهد في تاريخ الحكومات المتعاقبة بعد ثورة أكتوبر وبعد الاستقلال، أو قرأ عنها قراءة تاريخية خالية من تدخلات ودسائس العربية اليمنية، التي تسللت إلى داخل مفردات أهداف ثورة 14 أكتوبر المجيدة، من مؤامرات وأطماع صنعاء على الجنوب وثروته وهويته، مما أدى إلى حرف مسارها وطمس هوية الشعب.


وااا اكتوبراه، لقد استطاعوا أن يجعلوا من الجنوب دولة وكأنها جزء لا يتجزأ من العربية اليمنية. تآمروا علينا جميعاً وقاموا بتغيير الجنوب العربي إلى اليمن الجنوبي، مما قادنا في النهاية إلى وحدة مشؤومة واحتلال غاشم بكل ما تحمله من معنى، كأنها ضيعة ورثوها عن أجدادهم، وعبثوا بأرضه وإنسانه، حتى أفقدت الجنوب الحياة في مهده، وبدأت تحاك المؤامرات السياسية التي أوصلت الجنوب إلى الانقلابات العسكرية بسبب خبث ومكر من كانوا يدعون القومية العربية، والتي أصبحت مبرراً للقضاء على كل ما هو جميل.


ما تفضل به المحتل، وزير خارجية العربية اليمنية عبدالكريم الإرياني، مهندس السياسة الخارجية أثناء الاحتلال للجنوب بقوة السلاح، قائلاً: "لقد ابتلعنا الجنوب ولم يتبق إلا هضمه"، لا يفوت على كل حصيف ملم بقضايا وطننا الجنوب الذي مر بمراحل متعددة وخطيرة ولا يزال يمر بها، أن ما يسمى بحرب الخدمات القذرة التي يتعرض لها الشعب الجنوبي كعقاب جماعي منذ عشرة أعوام، وما وصلنا إليه من مأساة حقيقية بسبب الغلاء في الأسعار وإذلال الشعب وإهانته على أبواب الصرافين للبحث عن رواتبهم، وضغوطات مفتعلة كثيرة لا تعد ولا تحصى. وأن وراء أزمة الكهرباء والماء وانهيار العملة اليوم الاثنين الموافق 14/10/2024، ولحظة كتابة هذا المقال، وصل سعر الصرف، الريال السعودي إلى 523 ريال يمني، والدولار الواحد إلى 2000 ريال يمني.


نعم، إنها حرب خدمات قذرة يمارسها المحتل، من إفلات أمني، ونزوح ممنهج ومدروس، وتجييش نحو المحافظات الجنوبية المحررة. وقد مر علينا زمن طويل نعاني الأمرين، وسنظل نعاني من الآلام والمآسي التي جلبها الاحتلال اليمني، رغم احتفالنا اليوم بذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، الاستقلال الأول من الاستعمار البريطاني. وقرب استقلالنا من المحتل الثاني واستعادة دولة الجنوب أصبح قاب قوسين أو أدنى. قد يراه المحتل كسراب، ولكن بمعية القيادة السياسية والقوات المسلحة الجنوبية المخلصة، سينال شعب الجنوب استعادة دولته وهويته، ولن نتوقف عن النضال في الدفاع عن وطننا الجنوب. علينا أن ننتظر المزيد من حرب الخدمات ما لم تحقق استعادة الدولة الجنوبية المنشودة، والتي من أجلها يقاتل كل جنوبي حر، وسيكون النصر حليفنا بإذن الله تعالى.


ها نحن اليوم نحتفل بذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، في ظل ظروف غاية في التعقيد. استعادة دولة الجنوب، ووجودها في هذا الموقع الجغرافي المهم عالمياً، أصبح قاب قوسين أو أدنى. إن الدور المناط به في حماية الممرات المائية وتجفيف منابع الإرهاب والعناصر الإرهابية لن يتحقق إلا بوجود دولة الجنوب، التي يعيش فيها الجميع بالمواطنة المتساوية بعيداً عن الظلم والإقصاء والتكفير. إن وجود دولة الجنوب، دولة النظام والقانون، هو الفيصل الحقيقي للأمن والسلام الدوليين ووقف نزيف الدماء.


ها نحن اليوم نحتفل بذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، بفعالية كبرى تحت شعار مليونية الهوية الجنوبية، وهو شعار يعكس إصرار أبناء الجنوب على استعادة هويتهم وترسيخ مطالبهم السياسية، كما تخرج الأسود من غابها، ونخاطب العالم أجمع بهذه القضية، إنها قضية العصر إذا جاز التعبير، حيث يمتزج فيها النضال الثوري الحضاري بالجهود الدبلوماسية، بالوعي الكامل والإيمان بالقضية، ومحاربة الفكر المتطرف، وحل قضايانا بالطرق السلمية. لك الفخر يا ابن الجنوب البار، الرئيس القائد عيدروس الزبيدي!


ختاماً، أجمل التهاني والتبريكات للشعب الجنوبي، بمناسبة العيد 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة. تلامس الوجدان الجنوبي وتبعث في نفوس الجنوبيين الهمم وتجعلهم دائبين في المشروع التحرري الرافض لكل أنواع الاحتلال. وسيظل يوم 14 أكتوبر تاريخ انطلاق الثورة يوماً خالداً، ويرفض كل أشكال الاحتلال.


كل عام وأنتم بخير.


تحيا الجنوب دائماً وأبداً.


✍️ ناصر العبيدي