آخر تحديث :الجمعة-18 أكتوبر 2024-11:00ص

لم يجد المعبقي لحماية سمعته المهنية والوطنية والأخلاقية غير الاستقالة

السبت - 27 يوليه 2024 - الساعة 11:22 ص
سماح جميل

بقلم: سماح جميل
- ارشيف الكاتب


الاستاذ احمد غالب المعبقي أصبح لدى الكثيرين رمز وطني، في مواجهته للتحديات التي تمس السيادة الاقتصادية لليمن وتمسكه باستقلالية القرارات الاقتصادية المرتبطة بالسيادة الوطنية لليمن.

قراراته الجريئة ابرزت العديد من الحقائق والتحديات الاقتصادي التي تواجه اليمن ومستقبلها ، وأبرزت الدور السلبي الذي تلعبه القوى الخارجية في إطالة أمد الأزمة اليمنية.
الرجل اتخذ قرارات جريئة وشجاعه بعد بحث ودراسات وتنسيقات وتبادل الآراء مع ذوي العلاقة والاختصاص داخل اليمن وخارجها وبموجب ذلك اتخذ قراراته بعد التشاور مع القيادات السياسية الشرعية في البلاد ،والذي وجد فيها حلول للوضع الاقتصادي ومشكلات تردي أوضاع العملة وحالات الفساد وأوضاع البنوك والمصارف المرتبطة بها ولهذا يأتي قرار استقالته كأمر طبيعي لم يجد خيار غيره لانه بعد التدخل الفاضح في عمله ومهامه والغاء قراراته كيف له أن يواصل العمل وبأي صورة يمكن بها التعامل ومواصلة عمله كرئيس لبنك مركزي لم تحترم قراراته الاستراتيجية التي تشكل أساس عمله وأهدافه بأبعادها الوطنية.
رفض مجلس القيادة لاستقالة المعبقي يشكل محاولة من المجلس لتغطية خطاهم والمحافظة على مياه وجوههم.. ولتبرير الخطأ الذي ارتكب بموافقتهم على إلغاء قرارات سبق أن ايدوها وأكدوا عليها وعلى أهميتها.
لقد اثبت الاستاذ المعبقي بقرار استقالته أن همه الرئيسي ليس الحفاظه‍ على وظيفته الرسمية وراتبها العالي - كما هو حال الكثير من قياداتنا - بقدر حرصه على سمعته السياسية والمهنية والاخلاقية..
الخياران المطروحان على المعبقي هما خياران صعبان، حيث يضعانه بين مطرقة الإقامة الجبرية وسندان العودة إلى منصب مسلوب الإرادة ،كلا الخيارين يهدد مستقبله السياسي والمهني والأخلاقي والوطني.