آخر تحديث :الجمعة-18 أكتوبر 2024-10:14ص

هل تدخل التغريدات لوزراء الشرعية ونوابهم ووكلائهم ومستشاريهم في مواقع التواصل الاجتماعي ضمن تقييم الأداء؟

الإثنين - 15 يوليه 2024 - الساعة 09:15 م
وحيد الفودعي

بقلم: وحيد الفودعي
- ارشيف الكاتب




في ظل الأوضاع الراهنة التي تعصف باليمن، تزداد الحاجة إلى تقييم جدي وشامل لأداء المسؤولين في الحكومة الشرعية. لا يمكن مواجهة العدو الحوثي عبر الحروب الكلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، بل في ميادين القتالوومجالات العمل والبناء حيث ينبغي أن تتركز الجهود والموارد. في الوقت الذي يواصل فيه العدو التهام أراضينا ومقدراتنا واحداً تلو الآخر ونحن متفرقون، يقف الأبطال الحقيقيون من جنودنا البواسل في خطوط المواجهة الأمامية، يسطرون أروع ملاحم البطولة بصبرهم وشجاعتهم، رغم قلة الإمكانات وانعدام الدعم.

لقد حرم هؤلاء الأبطال من أبسط حقوقهم، كالمرتبات الشهرية، بينما تُصرف مستحقات الإعاشة لمسؤولينا بالدولار، رغم أن نشاطهم يكاد يقتصر على التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تمتلئ صفحاتهم بالانتقادات والشجب والإدانات والاتهامات المتبادلة حتى بات كل طرف يلقي باللوم على الآخر فيما آلت إليه الأوضاع في البلاد، متجاهلين دورهم الحقيقي في قيادة البلاد نحو بر الأمان.

نحن، كمواطنين ومهتمين بالشأن العام، نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لتوجيه رسائلنا لقادة الشرعية، بهدف تشخيص الاختلالات في مختلف المجالات، خصوصاً المجال الاقتصادي، وتصويبها. لأننا نطمح لحكومة قوية وجيش وطني صلب يدافع عن أرضنا ومكتسباتنا. إن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون أداة مساندة لتوصيل الرسائل وتعزيز الوعي، لكنها ليست بديلاً عن العمل الميداني والتخطيط الاستراتيجي الفعلي لمواجهة التحديات.

لكن أن يتحول مسؤولونا إلى مجرد نشطاء ومغردين، وتصبح وسائل التواصل الاجتماعي أداتهم الرئيسية لمواجهة العدو، فهذا أمر لا يستقيم مع الواقع ولا يقبله العقل والمنطق. الوطن يحتاج منكم تحمل المسؤولية بجدية وإخلاص. الأوضاع الحرجة التي تمر بها بلادنا تتطلب منكم التفاني والعمل الجاد والتعاون لتحقيق الأهداف الوطنية.

إن التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل وزراء الشرعية ونوابهم ووكلائهم ومستشاريهم قد تعكس وجهات نظرهم الشخصية وتعزز التواصل مع المواطنين، لكنها ليست معياراً كافياً لتقييم الأداء الفعلي. يجب أن يقاس أداء المسؤولين بمدى تنفيذهم للمهام الموكلة إليهم على أرض الواقع، وتحقيقهم للأهداف الاستراتيجية التي تضعها الحكومة الشرعية. لا يمكن أن يكون التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي بديلاً عن العمل الميداني والتخطيط الاستراتيجي.

إن المواطن اليمني البسيط ينتظر من قيادته أن تكون قدوة في النزاهة والشفافية والعمل الدؤوب لتحقيق التنمية والاستقرار. التحديات التي تواجهها البلاد تتطلب تضافر الجهود والتعاون بين جميع مكونات المجتمع، والابتعاد عن الصراعات الداخلية التي لا تخدم سوى أعداء الوطن.

يا مسؤولي الشرعية، إن التغريدات لا تحرر أرضاً ولا تبني مستقبلاً. العمل الحقيقي هو الذي يحدث التغيير ويحقق الأمن والاستقرار. يجب أن تكونوا على قدر المسؤولية التي حملكم إياها الشعب، وتعملوا بجد وإخلاص لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم. حان الوقت لتحويل الكلمات إلى أفعال، والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق النصر والازدهار لليمن الحبيب.


قليلاً من المسؤولية يا مسؤلينا، فإن الوطن يستحق منا الكثير.