آخر تحديث :الجمعة-18 أكتوبر 2024-11:00ص

معركة القرارت الصعبة

الأربعاء - 03 يوليه 2024 - الساعة 09:31 ص
محمد ناصر العاقل

بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب




إن المعركة في غزة طراز فريد في عصر أطبقت فيه على كثير من دول وشعوب العالم الحضارة الغربية وبالأخص هيمنة الولايات المتحدة على بلادنا العربية وصارت تتحكم في سياسات واقتصاد تلك الدول لصالحها وصالح الدولة الصهيونية ما جعل من الصعب اتخاذ قرار بالخروج عن هذه الهيمنة المفروضة منذ عشرات السنين المفروضة بما تمتلكه الولايات المتحدة من أنواع القوة المتعددة في كل المجالات ، حتى جاء يوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ م فاتخذت المقاومة الفلسطينية في غزة قرارها الصعب بضرب الكيان الصهيوني وهي تعرف أنها ستواجه أمريكا وأوربا وستتحمل عبئ تخاذل إخوانها العرب وضعف إخوانها المسلمين ولكنها مضت بعزم في مواجهة كبيرة وصعبة ، ولم يكن يخفى عليها أنها ستواجه كيانا إجراميا مدعوما بتأييد دولي كبير سيسمح له بارتكاب ما شاء من الجرائم ضد المدنيين في حال فشله العسكري ليجبر المقاومة على الإستسلام وهو ما حصل بالفعل ، ولذلك اضطرت المقاومة لا تخاذ قرارها الصعب الآخر وهو المواجهة بأي ثمن فاتخذت هذا القرار الصعب ونجحت بفضل الله وصمود مجاهديها وشعبها الصابر المحتسب ، وبعد تسعة أشهر من الحرب ظهر أن المقاومة تعمل في خط المواجهة بقوة وفي سياسة ربما يصعب فهمها على الأعداء والأصدقاء كيف تعمل المقاومة ولا تتأثر بواقع شعبها ومدينتها المدمرة ، ثم تتفوق على العدو وتتحسن ظروفها وأداؤها في هذا الواقع المر ! وتوصل رسائل مطمئنة جدا لمن يؤيدها بأنها بخير وقادرة على مواصلة الحرب بلا نهاية ، وتبث القلق النفسي والفكري في صفوف أعدائها فترى الخلافات والمهاترات بين الأدراتين الأمريكية والإسرائية ، وفي داخل الكيان الصهيوني بطريقة لم يسبق أن شهدها الصهاينة في دولتهم وهو ما يهدد وحدتهم ويمزق دولتهم ، وباتت الدولة الصهيونية وشعبها يشعر بأن تغيرا طرأ على حالهم وهو يرون جيشهم يتعرض للخراب والعطب على أيدي فتيان غزة ورجالها الأبطال
إن المشاهد التي يبثها المجاهدون وتتناقلها وسائل الإعلام ، يصعب التعبير عنها في عالمنا الصغير الفاني ولا نستطيع أن نتقبلها إلا في رحابة الإيمان بالله وعالم الخلود
وإن النتائج المتوقعة لنهاية المعركة تبعث على الأمل من خلال ما نراه من تحسن أداء المقاومة وزيادة عملياتها النوعية المؤثرة ، وكأننا أمام مرحلة أنما سيأتي هو أفضل مما مضى ، بينما نرى دولة الإحتلال تتراجع وتنفد خياراتها وتتضاعف أزماتها وتتعقد مشاكلها كل يوم وذلك مصداق قول الله تعالى ( لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ) بما يعني أن دخولهم في مواجهة حقيقية من المؤمنين ينهي دورهم ويقضي على إنجازاتهم ويقودهم إلى هزيمة كاملة