كان الأستاذ طه، وكيل ثانوية النهضة في الشيخ عثمان ، صارمًا جدًا معنا كطلاب في الثانوية عام 2006 و 2007 ، وكانت له هيبة تجعل أي طالب يقف أمامه يرتعد خوفًا من العقاب. وفي تلك الأعوام، كانت مرتبات المعلمين جيدة ، وتكفيهم لتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم.
لكن في السنوات القليلة الماضية ، تغيرت الأحوال بشكل مأساوي . وأصبح المعلمون بلا حول ولا قوة ، ومرتباتهم مع إنهيار العملة الوطنية أصبحت ضئيلة ولا تكفي حتى لشراء كيس أرز بوزن 40 كيلوغرامًا ، في المقابل أصبح طلابهم ممن التحقوا بالتشكيلات العسكرية والأمنية يستلمون مرتبات تصل إلى عشرة أضعاف ما يتقاضاه معلموهم.
الوضع الحالي للمعلمين مأساوي للغاية؛ فقد توقفت مرتباتهم الحقيرة منذ شهرين وهم الآن على وشك دخول الشهر الثالث دون أي دخل. هذا الوضع دفعهم للإضراب وإيقاف امتحانات الفصل الأول، وهو أمر مؤسف للغاية.
حرمان المعلمين من مرتباتهم المتواضعة وتوقف العملية التعليمية ، قابله للأسف صمت مريب من الحكومة والرئاسة، وكأن الأمر لا يعنيهما.
لكي يتحسن حال البلاد، يجب أولا إنصاف المعلمين والمعلمات الذين يعيشون ظروفًا معيشية صعبة دفعت الكثير منهم للبحث عن أعمال إضافية بجانب التدريس لتلبية احتياجات أسرهم. لذا، يجب إعادة هيكلة مرتباتهم بما يتناسب مع الأوضاع الراهنة لضمان حياة كريمة لهم ولعائلاتهم، وتمكينهم من أداء رسالتهم السامية تجاه أبنائنا الطلاب. فمن غير المعقول أن يكون راتب المعلم 60 ألف ريال بينما يتقاضى الجندي 500 ألف ريال!
قف للمعلم وفه التبجيلا ، كاد المعلم ان يكون رسولا