آخر تحديث :الأربعاء-18 سبتمبر 2024-12:08ص
أدب وثقافة

قصة قصيرة.. الوزير الفاشل

الخميس - 12 سبتمبر 2024 - 04:27 م بتوقيت عدن

قصة قصيرة.. الوزير الفاشل

كتب/ احمد السيد عيدروس:

في نهاية العام 1888 وفي إحدى القرى الريفية اليمنية الصغيرة كان يعيش بائس القمري كان فتىً انطوائي ليس له اصدقاء كان لا يثق في أحد وهذا ناتج عن أزمة أسرية نفسية جاءت من تراكمات غير طبيعة لعيش أسرته الفقيرة في مجتمع ينبذها اجتماعياً.
وقد قال الأديب الروسي دوستويفسكي في روايته الشهيرة الجريمة والعقاب قال إن البشر يكرهون بعضهم لدوافع غريزية من أهمها اظهار التفوق النوعي الطبقي.
وصنع وهم الفوارق ليس جديد في مجتمعاتنا الشرقية، ما يربط بائس القمري برواية الجريمة والعقاب أنه يجسد شخصية صوفيا مارميلاردف تلك الفتاة الكبرى لذلك الرجل السكير والمضطرة لإعالة إخوتها الذين يفتك بهم الفقر، قال دوستويفسكي عن هذه الفتاة إن الجمال ينقذ العالم وهنا يقصد جمال روحها لا جسدها الذي كانت تبيعه لإطعام عائلتها.
يقول دوستويفسكي في أول ليلة باعت صونيا مارميلاردف جسدها النحيل الجائع ووقعت في الرذيلة عادت إلى منزلها تحمل معها بعض الخبز ووضعتها أمام زوجة أبيها المصابة بالسل واخواتها من أبيها الصغار فانقضوا عليه ولم يسألوها من أين جاءت به أما هي فلم تأكل شيء وأغلقت على نفسها باب غرفتها ودخلت في نوبة من البكاء كان نحيبها وهي تبكي يصل إلى مسامع زوجة أبيها التي توقفت عن الأكل وبكت بحرقة على هذه المراهقة البائسة.
وبالعودة إلى بطلنا بائس القمري فإنه كان مضطر لبيع وطنه ليطعم أسرته لدوافع وأزمة حدثت في طفولته وهذا فضيع جداً فقد تجاوز بائس القمري ما أقدمت عليه صونيا مارميلاردف بمراحل فتلك الفتاة باعت ما ظنت أنها تملكه لكن بائس القمري باع ما يعلم يقيناً أنه لا يملكه.
ولهذا فإننا نشعر بأن عقدة الكراهية للمجتمع رافقت بائس القمري طوال حياته فمنذ طفولته حتى وصل إلى سدة النفوذ كأحد المقربين من الملك ظل يكن الحقد على مجتمعه وظل يلوث حياتهم بكل قذارات العالم ويشرعن دخول هذه النفايات إلى بلاده.

الجزء الثاني يتبع، وصول بائس للبلاط الملكي.. نهاية بائس القمري.