آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص
دولية وعالمية

الاحتلال يغتال 5 فلسطينيين في طولكرم بالضفة.. استهدف منزلاً في مخيم “نور شمس” بطائرة مسيرة..

الثلاثاء - 27 أغسطس 2024 - 09:19 ص بتوقيت عدن

الاحتلال يغتال 5 فلسطينيين في طولكرم بالضفة.. استهدف منزلاً في مخيم “نور شمس” بطائرة مسيرة..

الاحتلال يغتال 5 فلسطينيين في طولكرم بالضفة.. استهدف منزلاً في مخيم “نور شمس” بطائرة مسيرة

اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الاثنين 26 أغسطس/آب 2024، 5 فلسطينيين، في قصف إسرائيلي بطائرة مسيرة استهدف منزلاً بمخيم نور شمس بمدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية.
وزارة الصحة الفلسطينية قالت في بيان مقتضب، إن "5 شهداء وصلوا إلى مستشفى طولكرم الحكومي جراء قصف الاحتلال على مخيم نور شمس".
وقال شهود عيان، للأناضول إن "صوت انفجار ضخم سمع في المخيم تبعه تصاعد أعمدة الدخان من أحد المنازل".
وتداول ناشطون فلسطينيون مقاطع فيديو، ظهر فيها عدد من القتلى بينهم أطفال.
في المقابل، أقر الجيش الإسرائيلي بقصف شنته طائرة مُسيرة في مخيم نور شمس بطولكرم.
وقال في بيان على منصة "إكس": "هاجمت طائرة مُسيرة قبل قليل غرفة عمليات في منطقة نور شمس. مزيد من التفاصيل لاحقا".
من جانبها، قالت هيئة البث الرسمية: "هاجمت طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي غرفة عمليات بالقرب من طولكرم"، ما أسفر عن مقتل 5 فلسطينيين.
وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن تقارير أولية أن الهجوم الإسرائيلي نفَّذ بواسطة طائرة مسيرة واستهدف "منزل قائد خلية الجهاد الإسلامي أبو شجاع "، في إشارة إلى قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
ان أتحدث في السياسة ولكني سأحدثكم عنا، عن حياتنا التي نعيش تفاصيلها كجزء منا. الوضع في الضفة المحتلة متوتر جداً، حتى قبل بدء معركة طوفان الأقصى وهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
اعتداءات المستوطنين علينا (الفلسطينيين) لم تتوقف، يهاجمون قرانا، وسياراتنا المارة، ويدمرون حقولنا ويحرقون أشجارنا، ويسيطرون على أراضينا ويمنعوننا من دخولها، ويهجروننا من منازلنا. ودائماً ما تكون قطعان المستوطنين محمية بجيش الاحتلال، فضلاً عن امتلاك المستوطنين أنفسهم أحدث الأسلحة والرشاشات الأوتوماتيكية (أمريكية الصنع غالباً).
وأما الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، واعتداءات المستوطنين المقتحمين وجيش الاحتلال الذي يرافقهم، على من يوجد منا من المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى، ومهاجمتهم من يسكن منا في القدس وقراها ومحاولاتهم الدؤوبة لتهجيرنا منها.. فحدِّث ولا حرج. والحال لم يقتصر على سلوان والشيخ جراح والعيسوية، بل كل شبر بالقدس في مرمى نيران التهويد.
يقتحمون تجمعاتنا السكنية، قرى كانت أو بلدات أو مدن أو تجمعات بدوية.. لا يضير، ما دام التجمع في الضفة المحتلة أو القدس، ينتهكون حرمات بيوتنا ويسطون على الورش والمؤسسات وأماكن العمل، يفتشون بعنف ويحطمون، ويسرقون كل ما تقع أيديهم عليه من مال ومصوغات وما يغلو ثمنه ويخف وزنه. ثم يعمدون إلى شبابنا وأطفالنا، بل ونسائنا أيضاً، ويعتقلونهم وينكلون بهم أمام ذويهم. عدة عشرات من المعتقلين يومياً، وفي أحيان كثيرة يتجاوزون المئة، دون أن يكون هناك في الغالب تهمة محددة يوجهونها للشخص سوى أن وجوده خارج السجن غير مرغوب فيه!
فيحولون المعتقل إلى الاعتقال الإداري الذي يتراوح بين 4 و6 أشهر، تجددها المحكمة العسكرية مرة تلو أخرى دون أن يعرف المعتقل أو أهله متى ستنتهي فترته الاعتقالية.
هذا فضلاً عن الحواجز العسكرية التي تنتشر في الضفة بين المدن والقرى والبلدات، وما يرافق وجودها من تفتيش مهين لنا، واحتجاز لساعات طويلة، واعتقال أيضاً، وإطلاق النار العشوائي علينا وقتلنا عند وجود مجرد شبهة أو شك في اعتزام أي منا القيام بعمل مقاوم على أحد تلك الحواجز.. وحتى عند انتفاء وجود شبهة، لا أحد يحاسب الجندي عند قتله فلسطينياً! بل يهب وزراء الاحتلال وحاخاماتهم وجمعياتهم المتطرفة لمباركته والإطراء على بطولته وتقليده أرفع أوسمة البطولة والفداء.


السبب وراء عمليات القتل المستمرة في الضفة الغربية.. ما استراتيجية "جز العشب" التي تنتهجها إسرائيل؟


بعد أكثر من شهرين متواصلين على انطلاق عملية طوفان الأقصى، يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف المواطنين في قطاع غزة بالقصف العشوائي، ما أسفر عن وقوع أكثر من 20 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين.
هذه الممارسات لم تتوقف فقط على قطاع غزة، إذ يستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل شبه يومي، الشباب الفلسطينيين في الضفة أيضاً، وذلك إما بالاعتقال وإما بالقتل المباشر، وهو النمط العسكري الذي ينتهجه الاحتلال منذ سنوات، ويتم إطلاق اسم "تكتيك جز العشب" عليه.. فما هي طبيعة وأهداف هذا التكتيك؟

ما هي استراتيجية "جز العشب" الإسرائيلية؟

لأكثر من عقد من الزمن، يردد المحللون عند وصف الاستراتيجية التي تستخدمها إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، استعارة مجازيةّ مفادها: مع استعراض القوة العسكرية الساحقة لها، فإن القوات الإسرائيلية "تجز العشب".
وتشير هذه العبارة إلى أن عناصر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية ومساعي إعداد الأسلحة محلية الصنع بمثابة "الأعشاب الضارة" التي يجب مكافحتها أولاً بأول.
وقد واجهت مثل هذه التكتيكات انتقادات من جماعات حقوق الإنسان الدولية، ويرجع ذلك في كثير من الأحيان إلى العدد غير المتناسب من الوفيات التي تسببت فيها القوات الإسرائيلية بحق المواطنين المدنيين، مقارنة بتلك التي تسبب فيها المسلحون من المقاومة الفلسطينية على مدى سنوات.
وحول ذلك كتب ديفيد م. واينبرغ من معهد القدس للاستراتيجيات والأمن، لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية: "تماماً مثل قص حديقتك الأمامية، يعد هذا عملاً شاقاً ومستمراً. إذا فشلت في القيام بذلك، تنمو الأعشاب الضارة وتبدأ الثعابين في الانزلاق بين الأغصان".
بدوره، يقول أستاذ العلوم السياسية بأمريكا، نورمان فينكلستين، إن "سياسة جز العشب التي ينتهجها جيش إسرائيل تعني أن يقتل ألف شخص ويدمر كل شيء يظهر في الأفق بشكل دوري كل بضع سنوات، وذلك بصورة منتظمة، باعتبار أن هذا من شأنه أن يمنع العشب- أي الفلسطينيين- من النمو والازدهار".
ويُعدّ أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال الإسرائيلي ديفيد بن غوريون، هو أول من أشار إلى ضرورة انتهاج هذا التكتيك، وذلك باعتبار أنه سيصعب على إسرائيل حماية كل مواطن على حدة من القتل، ولكنها تستطيع إلحاق ضرر وخسائر ضخمة بصفوف أعدائها عبر ردعهم من مجرد التفكير في مفهوم المقاومة.


استخدام ممنهج للاستراتيجية بالضفة الغربية..

وقد مارس الاحتلال الإسرائيلي استراتيجية "جز العشب" تجاه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، من خلال الحروب والاجتياحات المتعددة منذ الانسحاب من غزة عام 2005، كما مارسها بشكل متكرر في الضفة الغربية من خلال استهداف واغتيال النشطاء الذين تصفهم بـ"المطلوبين"، واقتحام المخيمات واعتقال العشرات من المواطنين الفلسطينيين بشكل دوري.
فقد بدأت بعد الانتفاضة الثانية بصياغة خطة عملية على الأرض تؤدّي إلى إحداث أكبر ضرر ممكن، ليس فقط في المقدرات الفلسطينية، إنما في اتجاه ترسيخ "الندم" تجاه الزخم الفلسطيني والمقاومة، وزرع فكرة أن "الثمن المدفوع من قبل الفلسطيني كان أكبر بكثير من النتائج التي عادت عليه بالفائدة جرّاء الانتفاضات".
وتنفذ إسرائيل عمليات اقتحام واستهداف دورية في الضفة الغربية منذ قرابة عامين حتى الآن بدعوى "قتل واعتقال مطلوبين"، وتقول إن أحد أسباب إطلاق هذه العملية هو أن "السلطة (ضعيفة) في شمال الضفة الغربية".
ويكثف جيش الاحتلال عمليات اقتحام واعتقال وقتل في بلدات ومدن الضفة الغربية، بموازاة حرب مدمرة يشنّها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسفرت عن 20 ألفاً و667 قتيلاً، و52 ألفاً و586 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.