آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص
أدب وثقافة

من غير قيد ( أقصوصة)

الإثنين - 26 أغسطس 2024 - 03:07 م بتوقيت عدن

من غير قيد ( أقصوصة)

بقلم / عصام مريسي


استغرق في النوم انقشع الظلام وتجلى الصباح ودبت حركة الأحياء من حوله لكنه لم يستفق تسللت خيوط الشمس الذهبية إلى فراشه من خلال الشقوق في الألواح الخشبية التي تغطي سقف بيته المصنوع من فضلات الألواح الخشبية وصفائخ الحديد ومخلفات الكراتين الورقية والرقع التي تتدلى تغطي بعض الفتحات لم يشعر بدفئ السنة الشمس التي كلما توغلت صوب سريره المصنوع من الصفيح المتكئة على أحجار أعدها لتكون أعمدة يقف عليها السرير و بقايا خرق بالية جمعت كل الألوان والتطريز لترسم لوحة تعبر عن حالة المأساة التي يعيشها في حالة من الرضا والقبول و التعايش معها .
لم يستفق على أصوات معزاته الثلاث اللاتي كان يعتني بهن ويجمع لهن بقايا الطعام في رحلته اليومية بعد استفاقته في خدمة بعض سكان الحي الذي يقع بالقرب من حيه الشعبي المصنوع من الصفيح والخشب.
لكنه لم يكن الشخص الذي يفقد إن طال غيابه فهو في عداد النكرات غير عجوز تجلس في أحد أزقة الحي الشعبي المصنوع من الصفيح ومخلفات البناء من الحي الراقي القريب منهم كان يجود عليها ببعض ما يجمع في رحلته بعد استفاقته .
تنهض من مكان جلوسها تتجه نحو كوخ الشاب الخشبي تقف على أحد أركانه وهي تنادي:
أيها الشاب أفق
لكنه لا يسمع النداء . تكرر العجوز النداء:
أيها الشاب الشمس قد توسطت السماء ونعجاتك يتضورن جوعا.
وكلما مر شخص طلبت منه أن يحاول النداء عله يستفيق كل المحاولات لم تنجح في اخراج الشاب المستغرق في نومه من حالة السبات التي دخل فيها .
اجتمع سكان الحي الشعبي حول كوخ الرجل المستلقي على فراشه ولم يستفق على كل أصوات النداء حتى انطلق بعض الأصوات تفسر الوضع:
قد يكون فارق الحياة
ومن الخلف صوت شاب أخر من سكان الحي:
كان في الأمس في أحسن حال
تجيب العجوز التي كانت أول من اكتشف غيابه :
يتغير الحال بين الحين والآخر يا ولدي
صوت أخر من بين الحشد المجتمع يصرخ :
أدفعوا الباب لنتفقد حال الرجل
يدفع بعض الواقفين الباب الذي سريعا ما يسقط ويدخلون نحو الجسد الملقى على سرير و راحة الموت تملئ أجواء الغرفة الخشبية يتراجع البعض خارجا مبتعدين عن رائحة العفن التي تعكر المكان.
ينطلق صوت أحد الحاضرين:
لقد مات.. ويبدو أنه مات منذ وقت طويل
صوت أخر،:
ربما يكون مقتول
تحسم العجوز الأمر:
لا ليس في الأمر جريمة وعلى ماذا يقتل جهزوا الجسد للدفن
يجيب أحد الحاضرين:
على الفور يا خالة
تعاود العجوز الحديث:
سكان الحي الفقير يأتون و يغادرون الدنيا دون أن يأبه بهم أحد لا شهادة ميلاد ولا شهادة وفاة فهم على هامش الحياة
يعلن أحد الحضور :
القبر جاهز
وفي أحد اركان بيته يدفن ويغادر الحاضرين بعد الانتهاء من دفنه.
عصام مريسي