آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص
اليمن في الصحافة

في ذكرى تأسيس "المؤتمر الشعبي".. نجل صالح يثير مخاوف "الحوثيين"

السبت - 24 أغسطس 2024 - 09:15 ص بتوقيت عدن

في ذكرى تأسيس "المؤتمر الشعبي".. نجل صالح يثير مخاوف "الحوثيين"

ارم نيوز

في ظل استمرار الانقسام العميق الذي يشهده أكبر الأحزاب السياسية في اليمن، تحل ذكرى الـ42 لتأسيس "المؤتمر الشعبي العام"، الحاكم سابقًا، كمناسبة تجمع شتاته المتناثر منذ أعوام، ما بين الحكومة الشرعية و.

وتأتي الفعالية وسط محاولات حثيثة تبذلها الميليشيا لتقويض نفوذ "شريكها السياسي"، والتصدي لأي جهود ترمي إلى توحيد الحزب.


وخلال الأيام الماضية، عادت ميليشيا الحوثي للتدخل في شؤون حزب المؤتمر الشعبي – جناح صنعاء – في محاولة لإجباره على إزالة العميد ، نجل الرئيس اليمني الراحل، من منصبه كنائب ثانٍ لرئيس الحزب، بعد انتخابه في مايو/ أيار من العام 2019 من قبل اللجنة الدائمة للحزب في صنعاء، ضمن هيكلة داخلية أجريت عقب مقتل صالح أواخر العام 2017 على أيدي حلفائه الحوثيين.

ضغوطات وتهديدات
وقالت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام لـ"إرم نيوز" إن الحوثيين ضاعفوا من حجم الضغوطات والتهديدات لرئيس الحزب في صنعاء، صادق أبو راس، منذ مطلع أغسطس/ آب الجاري، لإصدار قرار متزامن مع احتفالات الحزب بذكرى تأسيسه بفصل نائبه المنتخب العميد أحمد علي، بعد إزالة اسمه واسم والده صالح من قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي.

وبحسب المصادر، فإن قيادات "المؤتمر" في صنعاء تعيش أوضاعًا استثنائية منذ أعوام، بعد أن فرضت عليها ميليشيا الحوثي إقامة جبرية تحدّ من تحركاتها، وسط حملات اعتقال متواصلة كان آخرها في مايو/ أيار المنصرم، وشكوك متصاعدة وتحريض متواصل تجاهها، تكلل أخيرًا بالإقصاء من "حكومة" الحوثيين في صنعاء، وتقليص نفوذ الحزب وكوادره في السلطة.

وفيما تبدو استجابة لمطالب الحوثيين، أصدر جناح المؤتمر الشعبي في صنعاء بيانًا عشيّة ذكرى تأسيس الحزب، أكد فيه "أن قيادته التنظيمية والسياسية الشرعية هي الموجودة في صنعاء"، بوصفها "القيادة المخولة بتحديد وإعلان مواقفه الرسمية من مختلف القضايا، وأن أي مواقف تصدر من أي أشخاص سواء في الداخل أو الخارج لا تمثل المؤتمر ولا علاقة له بها".

من جهتها، أكدت مصادر الحزب "أن البيان لا يعدو كونه مجاراة لرغبة الحوثيين؛ لأن الفصل من قيادة الحزب يتطلب قرارًا صادرًا عن اللجنة العامة، في حين أن هناك معارضة شديدة في أوساطها؛ احتجاجًا على استمرار تدخل الحوثيين في شؤون الحزب الداخلية".

مخاوف الحوثيين
وأعلن العميد أحمد علي صالح، في بيان صدر أخيرًا، رغبته في ممارسة دور وطني، من أجل "لمّ الشتات واستعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام والنهوض والتقدم، في ظل راية الثورة والجمهورية والوحدة".

وتخشى ميليشيا الحوثي من دور سياسي مستقبلي لنجل الرئيس اليمني الراحل، وجهوده المرتقبة لتوحيد شتات الحزب، في ظل القاعدة الجماهيرية الواسعة التي يحظى بها في مناطق سيطرتها، شمالي البلاد، وتأثيره في معظم القيادات العسكرية المؤهلة ضمن قوات "الحرس الجمهوري" العسكرية المنحلة، التي كان يقودها سابقًا.

وقال مستشار رئيس الحكومة اليمنية السابق، سام الغباري، إن مشاهد الخوف لدى الحوثيين من عودة أحمد علي إلى معترك الحياة السياسية والعسكرية واضحة، في ظل "عدم استطاعتهم التوقع أين سيضرب؟ ومتى يحين موعد عودته إلى الساحة؟".

وذكر الغباري، في تدوينة على منصة "إكس"، أن جماعة الحوثي "تعرف أنها بلا حاضنة اجتماعية، وتعلم علم اليقين أن قوة تدخّل حقيقية ستفقدها السيطرة على صنعاء، وتجعل من عناصرها مزقًا وشذرًا مذرًا".

وقال إن اليوم السبت هو "يوم حاسم، في ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام من صنعاء المحتلة حيث كانت ولادته، وحيث كادت تعصف به التحالفات، لتبقيه للمرة الأولى خارج إطار السلطة، ضعيفا وممزقا ومهددا بدعاوى الانتقام".

محكّ جديد
ويرى عضو اللجنة الدائمة في حزب المؤتمر الشعبي العام "الجناح المؤيد للحكومة الشرعية"، عبدالكريم المدّي، أن المرحلة الحالية بحاجة إلى أن يلملم الحزب صفوفه داخل البلد وخارجه، استجابة لرغبة جماهيرية كبيرة، "لأنه حزب وسطي مكوّن من مختلف فئات وقطاعات وشرائح الشعب اليمني، ومتمسك بأهداف ثورة الـ26 من سبتمبر، وثوابته الوطنية".

وأشار المدّي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن رفع العقوبات عن العميد أحمد علي أمر مهم في هذا السياق، "وهو شخصية وطنية مقبولة ولديه القدرة القيادية المتسامحة مع الأخطاء، وأن يشكّل مع غيره من القيادات رافدًا لنضوج الحزب ودوره الوطني في استعادة مفقودات الجمهورية وتحمّل مبدأ النضال والدفاع عن الثورة وعروبة المؤتمر والشعب اليمني".

وأضاف أن البلد اليوم أمام محك جديد، ويجب على قيادات الحزب في الخارج أن تدرك أن اليمن اليوم مغاير عن يمن الأمس، وأن المستجدات مختلفة، لذلك يجب أن يستعيد المؤتمر الشعبي العام ريادته وتصدره المعهود وفق تلك المتغيرات.

وتوقع القيادي في حزب المؤتمر أن تكون المرحلة القادمة "حافلة بالأحداث والمنجزات السياسية، التي تتفق مع مبدأ الشعب اليمني، والمنطلقة من ثوابت الحزب التي ترفض الإرهاب والعنصرية والطائفية والقتل والإلغاء والمصادرة".

ويعتقد الباحث السياسي عبدالله إسماعيل أن حزب المؤتمر الشعبي "بتجربته المدنية وانتشاره الوطني، ومنطلقاته الجمهورية، رقم مهم في الحياة السياسية اليمنية".

وقال في تدوينة على منصة "إكس": إن الرهان اليوم على "خطوات مؤتمرية تبقيه كيانا مؤثرا ولاعبا قويا، وهي مهمة وواجب القيادات التاريخية التي أولى مهامها قراءة الواقع والتحرك بما تمليه التحديات".

وأكد إسماعيل أن ضرورة الحفاظ على حزب المؤتمر، وإعادة فاعليته كحزب له تجربته وامتداده الشعبي، "تنطلق من كونه وغيره من الأحزاب مثلت ويجب أن تظل انعكاسا للفعل السياسي والتجربة الحزبية اليمنية وقيم الجمهورية والتعايش، والتجديد والإصلاح".