آخر تحديث :الجمعة-18 أكتوبر 2024-12:10ص

غزة .. هل كل مدن مثلك غزة ؟!

الخميس - 17 أكتوبر 2024 - الساعة 08:50 م
د. فاطمة بارحمة

بقلم: د. فاطمة بارحمة
- ارشيف الكاتب



بقلم : دكتورة فاطمة بارحمة


تخطو مدينة غزة بخطى عالية بمثل علوها الاسطوري نحو النصر الموعود من الله، في طريق زحم بالمكارة والمخاطر والألم لتكون هي الشرارة الأولى لنصر الكبير لفلسطين والعروبة والاسلام .


غزة القوة القاهرة التي انتفضت عن بكرة أبيها وضربت الاحتلال في قعر داره وزلزلت عروشه الكاذبة المتهالكة للسقوط، وكسرت شوكة غطرسته وكشفت للعالم عن هشاشة جيشه وعدته وعتاته.


غزة التي تألمت بغزارة من فقدان فلذة كبدها، وبكت بحرقة على إغتيال صفها رجالها الاخيار، و تفطر قلبها ألما لرؤية اشلال أطفالها ونسائها الأبرياء تحت انقاذ منازلهم، لتودعهم جميعا بكل حب وتوريهم في احشائها، وتبشر بميلادها ألف طفل على اكناف أرضها الطاهرة طهر شهدائها الأحرار.


غزة التي تحملت طعنات غدر الموجعة للعدو الإسرائيلي طعنة تلو طعنة بكل شجاعة و جلادة وصبر، و ذاقت مرارة الحنظل في حصارها الشديد، و كابدت فراق تهجير ابنائها عنها، لتعيش في غربة وعزله، ومع مصابها الجليل إلا أنها لم يصيبها وهن و لا قنوط و لا تراجع بل زدات عزيمة فوق عزيمتها لانتزاع حريتها وأرضها من براثين العدو الصهيوني، وتطهير مقدساتها من دنسه و فجوره.


غزة التي تسير لوحدها في طريق عبد بالألغام، و حلقت فوق راسها الصورايخ واحيطت بالمدافع العدو من كل حدب وصوب، لكنها لا تزال تقاوم وتقاتل لوحدها بما لديها من قوة وعتاد في وجه العدو الإسرائيلي البربري المدعوم من حلفائه، لا يهمها من خذالها أو تآمر عليها او مكر بها أو صمت في وجهها وهي تستغيث .


غزة التي لديها إيمان راسخ بقضيتها النبيلة السامية سمو اخلاق ابنائها، وتستمد قواتها ومددها من خلقها في السماء الذي وعد بالنصر و بإن النصر القريب حليفها والله لا يخلف وعده .


غزة التي لا تلين ولا تحيد عن الحق و الجهاد، وعن ثار لدماء ابنائها الاشراف ولشجر الزيتون المقتلع ، ولانتهاك حرمة المسجد الأقصىى والقدس الشريف ،أنها شديدة الثار لهم والغبرة عليهم .


غزة تكتفي في قتلها مع العدو الإسرائيلي برجالها ونسائها الشرفاء الذين مازالوا حولها وقدموا لها الأرواح رخيصة فداء للدين والأرض والعرض ...


فطبت غزة مدينة العروبة والإسلام و مديني ومدينة كل احرار العالم، طاب ممشاك، وطاب أهلك وطاب ترابك الطاهر، وطاب كل مافيك .

سلمتي وسلام عليك مني ومن كل احرار العالم .


فهل كل مدن كمثلك غزة !؟

اجيبي ،