آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


صحفي في مواكبة زيارة الرئيس لـ تعز ( 3 )

السبت - 31 أغسطس 2024 - الساعة 08:11 م

سعيد الجعفري
بقلم: سعيد الجعفري
- ارشيف الكاتب


خلدت تعز الليلة الماضية الى النوم مبكرا، بعد ان انتهت للتو من طقوس غير عادية من الاحتفاء والفرح بالرئيس، عاشت معها تعز عرس جماعي، وبدا معها خبر مغادرة الرئيس خبرا حزينا على الاهالي، الذين ساورتهم الرغبة في بقائه معهم طويلا ؛ او هكذا تمنوا ، قالها احد المواطنين البسطاء ليته لم يغادر، لكن تلك الامنيات اصطدمت مع جدول الرئيس المزدحم، ومع مهامه ومسؤولياته الكبيرة التي تستدعي تواجده في أكثر من مكان وفي نفس اللحظة، سواء في الداخل او بالخارج.

وبدت الشوارع على الرغم من كل صور الرئيس التي تملأ الواجهات والطرقات حزينة يكسوها الشحوب..

والقلوب حائرة وراء الجدران المغلقة وخلف أبواب المنازل المظلمة الا من خيوط خافتة من اضواء المصابيح التي تقاوم عتمة هذا الليل،

ويعم الوجوم اوجه كانت لا تزال تحتفل والحسرة تطوي شوارع المدينة التي لم تنطفي بعد فيها وهج الشعلة،

ويبدو للمار من هنا "ان تعز قد نامت لكنها في الحقيقة غفت في جفنيها الكثير من الأمل ،ومعها استيقظت الاسئلة الكبيرة لدى أبنائها،

قالت احدى الامهات لم يسبق لي ان شاهدت الرئيس سوى عبر شاشة التلفاز، ولم يحدث لـ ابني ذي التاسعة من عمره، ان أظهر اهتمام بشيء خارج نطاق مجتمعه، البيت والحي والمدرسة، بدا البارحة كانه يودع اباه في سفره،

ومنذ تلك اللحظة لم يتوقف عن ترديد الأسئلة الكثيرة " هل فعلا سافر الرئيس يا امي ؟؟ ولماذا لم يبقي في تعز، مش قلتي ان بيته هنا ؟؟ ومتى بيرجع وغيرها من الأسئلة البريئة والتي لا زال يتردد صدها، في قلب طفل فقد اباه حين كان لا يزال في بطن أمه، وهو الان غير مدرك بعد ماذا يعني الرئيس لهذا الوطن، سوى انه راء فيه الأب الذي لم يسبق له ان شاهده من قبل، ولعله بذلك كان يعبر عن مشاعر الجميع، وهو لا يدرك أن بيت الرئيس الحقيقي هي اليمن الكبير بطولها وعرضها وشرقها وغربها، بكل حدودها الجغرافية المترامية الأطراف. وبجميع ما هوا مناط به من مسؤولية، تقتضي منه ان يكون في أكثر من مكان في ذات الوقت،

فالرئيس لا يغفل للحظة عن اي شيء يهم هذا البيت الذي اسمه اليمن. تلك هي مهمته

ومعها تبقى تلك الاسئلة البريئة ليست سوى جزء صغير من تساؤلات عديدة مملوؤه بالحب لدي الكثيرون، عن رئيس جاء الى تعز، بكل تلك السعادة للجميع، وحمل معه ايضا الامنيات العريضة، واعاد الامل كذالك لجميع النفوس المتعبة، من ضيق الحال، ورسم الفرحة التي طبعت على شفاه الكل، كبارا وصغار رجالا ونساء

عاشت تعز مع الرئيس فرحة لا توصف، وبدت مع مغادرته كأنها للتو فرغت من فرحة أشبه بليلية العيد القصيرة لدى الصغار ،وسرعان ما خلد الجميع للنوم بعد الانتهاء من طقوس العيد، ولم يجد الطفل ذاته الذي لا زال يسائل امه عن الرئيس من يلعب معه عشية مغادرة الرئيس ، ولاشيء في ليل تعز الحزين سوى الصمت الذي يعم كل الأرجاء في أسوار المدينة العتيقة، والهدوء يطبق على الشوارع، الا من ازعاج الدراجات النارية. ووحدها من تواصل اطلاق الضجيج، في كل الأوقات دون توقف..


جاء الرئيس الى تعز بالكثير من الخير وبـ 260 مشروع تنموي بما فيها محطة توليد للكهرباء ستعمل بالمازوت، سوف تضيء ليل المدينة، وتعيد لها الكثير من الوهج والحيوية، وستعود معها الكهرباء الحكومية للعمل مرة أخرى، منذ الدمار الكبير الذي لحق بالمدينة، حين وطأتها اقدم الميليشيات الحوثية، التي الحقت الخراب الواسع بكل شيء في تعز .

جاء الرئيس الى تعز حاملا الكثير من المفاجئات وعاد من لحظة قدومه الأمل يرفرف في كل مكان وبيت .

وللطفل الذي لازال يسأل حان الوقت كي نخبره نعم غادر الرئيس تعز، لكنه بعد ان حرك المياه الراكدة، واطلق عجلة التنمية، وانطلقت معها عملية التغير، الذي وضع الرئيس العليمي الاساس لها، فلن تكون تعز بعد قدومه كما كانت قبل مجيئه،

غادر الرئيس رشاد العليمي تعز وترك لها هناك الكثير من الاشياء التي انتظرتها، التغير، والأمل، وعادت معها الحالمة تعز لمواصلة الحلم بالغد الأفضل ،

غادر المدينة وترك كل اهتمامه فيها ،

فعلا لقد غادرها ولكن ستبقى اعُين الرئيس تراقب كل شيء، وسوف تتدخل سلطته في اللحظة المناسبة ،لايقاف اي شيء يضر بالمدينة، سواء كان ناتج عن الاهمال،
أو التقاعس عن القيام بالمهمة،او الاضرار بالمسؤولية من قبل ايا من المسؤولين .

وسيكون الرئيس حاضر للتدخل من اجل المواطن في اي لحظة، وعلى الفور، وفي الزمان والمكان المناسب. ..

ولابناء تعز جميعا يقول لكم الأب رشاد العليمي ثقوا ان الرئيس لن يترككم .