آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


حرية الرأي

السبت - 31 أغسطس 2024 - الساعة 07:31 م

كوثر شاذلي
بقلم: كوثر شاذلي
- ارشيف الكاتب


يقول الكاتب والاديب الفيلسوف الشهير ( فولتير) وهو احد ابرز ادباء حركة التنوير في القرن الثامن عشر ( قد اكون مختلفاً معك في الرأي ولكني مستعد ان اموت دفاعاً عن حقك في إبداء رأيك).

قالها في القرن الثامن عشر تخيلوا وها نحن في القرن الحادي والعشرين مازلنا كشعوب ،ومثقفين واصحاب رأي وكُتّاب نناضل من اجل ان لا نموت لمجرد ان نقول رأينا بحرية ولا تداس لنا كرامة ولا تنتهك لنا خصوصية ولا يستباح دمنا غدراً .
حيث يخوّن المرء ويسجن وربما يقتل لمجرد ان له رأياً مغايرًا يُقصى ويُهمش وهذا ادنى اشكال العقاب ان اختلف مع فكر ورأي ال(……)فمن منطلق القوة في يدك انت تلغي حق الاخر في الاختلاف والحق في التعبير عن افكاره وآراءه وبسلطتك تقمعه.

لقد كان لفولتير قولاً اختزل من خلاله اعتزازه وانحيازه للكلمة في مقابل السطوة والجبروت والتاج والصولجان الدي يمارس الحاكم سلطته القمعية من خلالها، معتداً بالقلم ومستشعراً قوة وتأثير القلم حيت قال( لا يضيرني ان ليس في رأسي تاج مادام في يدي قلم)نعم لا توجد قوة تستطيع ان تقهر الافكار حتى وان سجنت صاحبها وعذبته او قتلته فللافكار قادرة خارقة على الطيران والتحليق بعيداً لتتحول الى سلوك وتعبير فعلي عن كل ما تحمله هذه الافكار وترجمته الى افعال على ارض الواقع .
وهذا ما لا يفهمه للأسف اغلب ( الحكام) ممن اغتصب السلطة (بالسلاح والقوة )حيت يعتقد بعض المخدوعون وبعضاً من حسني النوايا ومصدقي (الشعارات )في مواجهه البطون الخاوية والفقر والظلم ان متل هذا المتسلط يمكن ان يؤسس لدولة وحضارة وتنمية وتطور وهو اعتقاد بالقطع خاطئ فالشعوب والاوطان لا تنهض الا بالعلم والعمل الخلاق والمبدع بالأفكار والتنوع والابتكار و بالحرية والعدالة الاجتماعية والفرص المتساوية واحترام حقوق الانسان.. ووظيفة ( القوة والسلاح) هي حماية الوطن ومنجزاته وحقوق المواطنين ..فعلاً( العلم في الغربة وطن والجهل في الوطن غربة) صدق ابن رُشد رحمه الله عليه..