آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


تلاميذ الشّيطان !!

الأربعاء - 28 أغسطس 2024 - الساعة 02:34 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب



 بدأ الشيطان عمله الأول بعدم ألسّجود لله، حينما سجد الملائكة؛ لأن الذريعة عنده (أنا خير مِنه...)
قالها الشطان الأب، وتلقاها الابن الأكبر، وسمعنا صدى صوتها يتردد في الأرجاء، فازداد عدد المعجبين بذلك، وزاد حقدهم على آدم وذريّته بما فيهم الأنبياء والمرسلين، وأعلن الشيطان خطّته القذرة دون أي خوف من مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة، وبدأت رحلة الصراع بين آدم وذريته، والشيطان وأتباعه، ومن خلال مؤسساته الرسمية حول العالم، واستخدم طرق وأساليب وخطط كثيرة ومتعددة لإفساد آدم وذريته. كانت أول مدرسة بناها تلاميذه، هي مدرسة (الماسونية) وتأسيس إدارة (البيت الأبيض) وكان أول مولود لها مبنى الأمم المتحدة، ليقوم بتنفيذ مخرجات التعليم العالي والبحث الإجرامي، والبنك الدولي لنشر المجاعات...
 لقد حذرنا الله من طاعة الشيطان، وبدأ الصراع من أول وهلة من قبل المؤمنين بالمنهج الرباني بغلق طرق الشيطان وأعوانه، وهم في مواجهة أزلية، تسعى للتخلص من الشيطان وأتباعه، والنجاة من حبائله وشراكه وكيفية الانتصار عليه في ميدان هذه الحياة  ...
وكان من وسائل الشيطان الأكبر، في محاربة من يقف أمامه، خطط في اغواء البشرية وصدهم عن عمل الخير، والحب والتسامح، وتزيين الفجور وبناء مؤسسات مدعومة تقوم بهذه الاعمال، تسمى ـ ترفيهيه ـ ومنتديات الإبداع والابتكار والتجديد حتى لا يمل المنخرطين معه ، وأصبح أغلب البشر متابعين للموضة والتغيير الأعمى فأصبح القبيح حسنا ، والحسن قبيح من الأعمال والسلوكيات والأقوال والمعتقدات ...
والاخر من جنس البشر، سلّط الشيطان عليهم تلاميذه، وجعل ما يقومون به من أعمال وتصرفات إنما هي عين الصواب وأقرب إلى الحق والخير ولو خالفت المعتقدات والمصالح العامة والقيم والأخلاق الحسنة، فيرتكب البعض الكثير من الأعمال الإجرامية تحت مظلة المنظمات التي ترعى هذا العمل.
إن أخطر شيء على الشعوب حينما ترى الباطل حقا، والضلال هدى، والخطأ صوابا وكل هذا من مخرجات المؤسسات الشيطانية التي تعاني منها المجتمعات. وحينما تتوافق الشعوب مع هذه الأفكار والتنظيمات الشيطانية، فهذا لايتم خلال فترة قصيرة ، ولكن بعد جهد جهيد من قبل الشيطان وتلاميذه حتى تعم الجهالة، وتصبح المجتمعات في أشد أنواع الخذلان، عندها يخسر المجتمع كثير من مقوماته، ويوجه الشيطان تلاميذه بالسخاء بموارد البلاد في تحسين الفواحش، وبناء مراكز تقوم بتسهيل تلك الأمور، بل ويعتبر ذلك من ممارسات الحرية الشخصية، والذي يمارس الدكتاتورية والقهر والظلم يعتبره الشيطان زعيماً يستحق أن يكون جديرا بزعامة الشعوب؛ لأنه يحافظ على وحدة الشعب وتماسكه من الدعوات الطائفية والعرقية وأن المصلحة الوطنية تقتضي ذلك، وكما نرى اليوم القيادات الشيطانية منتشرة بشكل كبير حول العالم، وتبسط على المصالح العامة للدول، وتعتبرها منفعة شخصية للشيطان وتلاميذه، وذاع في أوساط المجتمع أن حب الزعيم من حب الوطن. وجنّد الشيطان الأكبر اليوم، علماء وسياسيين، وصحفيين ومثقفين وأدباء، تخرجوا بعناية فائقة الجودة من مدرسة الشيطان! فكانوا معول هدم في مجتمعاتهم وأمتهم ،
 ورضوا بأن يكونوا أتباع وموالين للشيطان في الشرق والغرب ولا تردعهم أي قيم من قيم الإنسانية، وما فلسطين عنا ببعيد !!!