آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


سنوية الشهيد عبد اللطيف التي اكتنفها الخذلان في أبين وسرية الدعوة في عدن

السبت - 24 أغسطس 2024 - الساعة 12:44 م

عفاف سالم
بقلم: عفاف سالم
- ارشيف الكاتب


*

لا أعلم من أين أبدا الكتابة عن سنوية الشهيد عبد اللطيف السيد التي اقيمت بقاعة سبأ بعدن صبيحة الخميس الموافق ٢٢ اغسطس التي اكتظت بالحضور رغم سرية الدعوة التي لو كان قد اعلن عنها لامتلأت القاعة عن بكرة ابيها بل وستمتد الحشود حتى الساحل

الذكرى الأولى لسنوية الوفاء للشهيد الذي قيل انه كان يردد عبارة نحن شهداء الله على أرضه ليقينه التام انه مشروع شهيد وكان يدرك تماما ان أطقمه وحراسته لن تفلح بحماينه إن كمل يومه فأعد العدة لساعة الرحيل ولقاء رب كريم وتحقق له مراده

من أين أبدأ هل من خذلان محافظة ابين لسنويته وكارثة دمج الرحيل بحفل التخرج والغناء والتهليل واستدعاء القيادات العسكرية وخلط الحابل بالنابل تحت مسمى دفعة الشهيد فأفشلوا السنوية وغيبوه

والمؤسف كيف طاب لهم ان يشرعنوا مهزلة الدمج بقاعة روز وكان الوفاء ابسط حقوقه عليهم على الاقل لأجل العيش والملح ان لم تكن التضحية ياجماعة

أم أبدأ من أولاد الشهيد فقد دمعت عيني ومسكتني العبرة حينما رأيتهم وقلت في نفسي لك الله ياعبد اللطيف كيف أحببت الشهادة وعملت بأسبابها واستودعت الله أطفالك وأيقنت أن الله لن يضيعهم وماخيبك الله فهم قرة عين عمهم ونبض قلبه

أم هل أبدأ من استعادة أحداث استشهاده في يوم جمعته ووصيته بعدم إقامة العزاء لانه عمل بأسباب الشهادة وأوصى بعدم تصويره عقب موته لخوفه من شناعة المنظر فلطف الله به وقيل انه قد أوصى بأن لا يقام له تأبين ولا يصدر له كتاب وكل أعماله جعلها خالصة لله وهي من صميم السنة الحقة التي لا رياء فيها ولا سمعة

أم أبدأ من تلك السرية في الدعوة والإقصاء لبعض الاعلاميين والشخصيات لدرجة أنني ظننت وبعض الظن إثم إنها مسألة احترازات أمنية ثم اتضح من تكدسهم وتسابقهم هو البحث عن مخصصات مالية فمصائب قوم عند قوم فوائد

وأعجب لغياب عبد سند وابو مشعل عن السنوية فهل حال الانشغال دون ذلك ام سقطوا سهوا من الدعوة

أم أبدأ من استفتاحية الذهاب فبمجرد ان تحرك الباص من جولة طارق بدقائق الا والجماعة طلعوا ورقة لتسجيل الأسماء مع أننا ستة نفر وكان البحث جاريا عن ركاب والجماعة اشعروني وكأننا في بيجوت بانروح صنعاء او بانطلع جبل ثرة فأستأت ونزلت بحثا عن باص الاعلاميين لكن هيهات

أم أبدأ من مشهد حيدرة السيد المثخن بجراح القلب والفقد لأغلى أحبته ومع ذلك يدوس على أوجاعه ففي عزاء هاشم ارتقى ثلاثه من إخوته بتفجير مباغت ومازلت الفاتورة تروى بالدماء الزكية ولن يفلح الا من أتى الله بقلب سليم

أم أبدأ من ذلك المشهد الذي تحدث فيه حيدرة السيد والقى كلمته وهو رجل عملي لا يحب الإعلام ولا صخبه ويتجنب حرجه

أم أبدأ من كلمات الوفاء التي ارتجلها الاخ.المحافظ ابو بكرة حسين في تعداد مناقب الشهيد فتسلسلت كلماته عذبة رقراقه منصفة فضلا عن كلمات ابو سند والنوبي والزبيري المسجلة التي جددت عهد الشرفاء للشهداء فقد اجمعوا على ان عبد اللطيف قد ترك فراغا كبيرا وكذا كانت كلمات د. محمود الميسري التي سجلت مسبقا شهادة حق وثقت وبثت عبر الشاشة اثناء الاحتفائية بالسنوية

أم أبداَ من مشهد الخروج من القاعة الأشبه بيوم الحشر لأولئك الذين يبحثون عن صرفة وقد وثقت بعضه بالصورة فالرجل قدم حياته لينعم هؤلاء بالأمن وهم يفتشون عن مخصص الشهيد الذي وهب حياته ويتم أطفاله لكنه الجحود مقبرة الأوفياء

أم أبدأ من كلمات محمد النقيب الناطق باسم القوات المسلحة الذي تمنيت اختتامه للسنوية بخبر يجبر قلوبهم ويهون مصابهم بأوسمة وترقية كما تمنيت من القائد عيدروس ان يختم كلمته بمفاجأة استحقاق إعلان الترقية المستحقة لرتبة لواء للشهيد ولأخيه حيدرة السيد الذين وهبوا انفسهم للتضحية والفداء فما اجمل الوفاء بالأقوال والأفعال لكونه أشد وقعأ وأعظم أثرا في نفوس الحضور والقيادات معا

كلمة عيدروس الزبيدي بحق الشهيد الغائب لم ولن تنصفه الا بتعزيزها بمنحه وأخيه الرتب المستحقة وهذا أقل تقدير للمجلس الرئاسي والحكومي والانتقالي لتضحياتهم فالكلمات تظل عقيمة إن لم يترجمها الواقع بصورة عملية وللحديث بقية

فهذه مجرد رؤوس أقلام قد نعرض لبعضها بمقالات تفصيلية.

رحم الله عبد اللطيف السيد ورفاقه ونحسبهم عند الله شهداء واحياء عند ربهم يرزقون وداوى الجرحى وحفظ الأحياء وسدد في الخير خطاهم لما يحب ويرضى

وماتنسوا الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

عفاف سالم