العزف النشاز

هكذا يبدو أداء الجانب الحكومي سواء على صعيد فريق الشرعية الذي يعزف أعضائه موسيقى سياسية غير متناغمة تدل على عدم التوافق والتناغم في الرؤى و الاهداف وكل ذلك يدل دلالة واضحة على عدم التقارب الفكري والسياسي لتعدد الإنتماءات الحزبية والمناطقية التي يدينون لها بالولاء أكثر من الهاجس الوطني الذي ينبغي أن يسير ويحكم أعمالهم  بعد قراراتهم ولا يبعد الأنتقالي عن  العزف النشاز الذي تعزفه الشرعية والأسباب قد تكون متقاربة فالانتماءات السياسية والحزبية والأتجاهات المذهبية هي الفيصل في صياغة العمل والأداء السياسي بعيدا عن الروح الوطنية التي لو التزم بها كل لاعبي الفريقين المؤتلفين والمختلفين في ذات الوقت  لكن العزف جميل ويصب في حوض واحد ويحقق أهداف متوائمة المقاصد ألا وهي الوطن والمواطن  دون تفصيل أو محاولة تسجيل انتصارات وهمية لمصلحة فئة دون أخرى محسوبة لجماعة من العازفين دون سواهم.

لو يعي كل العازفين أن نشاز عزفهم قد ضجت به الأذان  وأصبح يهدد وينذر بكوارث أقلها تمزيق اللحمة الوطنية  على صعيد الجنوب اليمني أو على صعيد البلد ككل.

ولو علم العازفون أن السمفونية المعزوفة والمفصلة من الجوار لم تعد ملأئمة لأن الراقصون على تلك الأيقاعات قد فقدوا القدرة على متابعة الرقص على ايقاعات مستوردة  فلم يعد المشهد مرضي لأحد أن يرى الجموع تتخبط ويسقط البعض خارج حلبة الراقصين بعد أن فقد البوصلة في تحديد نوع الرقص لتشابك أصوات المعزوفات وتضارب السلم الموسيقي للعازفين.

لابد للعازفين العودة النوتة الموسيقية الوطنية حتى يكون الرقص وفق ايقاعات مدروسة وعلى نسق واحد  ليكون المشهد جميل والحركة متناغمة مع الصوت و الإيقاع.

فعلى جميع العازفين الالتزام بالسلم الموسيقي الوطني لكل الوطن  والعزف في وقت واحد وعلى جميع الالات شرط التناغم بينها واتباع تعليمات مايسترو واحد يقود الفرقة حتى تتجاوز التخبط  والتردي فيسمع لحن جميل يشنف الأذان ويحيي النفوس ويطرب الأفئدة تضبط حركة المتفاعلين مع العزف وتحقق التناغم والتوافق الذي يجعل الراقصون يؤدون حركات متناغمة موحدة بعيدا عن التخبط والابتذال.

فمن شروط اللحن الناجح العزف وفق نوتة موسيقية مدروسة ومعدة باحكام وفق السلم الموسيقي واتباع مايسترو وقائد واحد للفرقة يعطي تعليمات وإشارات يلتزم بها الجميع تحقق التناغم حتى يكون اللحن عذبا وجميل فتختفي الأصوات النشاز.

عصام مريسي .