آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


مدينة زنجبار واقع مزرٍ لايتناسب مع مكانتها كعاصمة لمحافظة أبين!

الخميس - 15 أغسطس 2024 - الساعة 10:48 ص

ايهاب المرقشي
بقلم: ايهاب المرقشي
- ارشيف الكاتب




مادفعنا لإعداد هذا التقرير عن مدينة "زنجبار" هو ( الواقع المزري ) الذي تبدو عليه عاصمة المحافظة وواجهتها، إذ تطورت خلال الاعوام القليلة الماضية معظم عواصم البلاد في المحافظات المحررة بإستثناء "زنجبار" التي خُلد ذكرها بين صفحات التاريخ الحديث والمعاصر وشهدت رقعتها الجغرافية أحداث جسام غيرت مجرى التاريخ السياسي في البلاد، أحتضنت حواريها وأزقتها رجال ونساء لن يغفل التاريخ ذكرهم ( قادة سياسين وعسكريين، وأدباء، ومفكرين وصحفيين، وكتاب، ونجوم كثر في الرياضة والفنون وغيرها ).

لقد نهضت السلطات المحلية بواقع مراكزها والمدن الهامة، في محافظات شبوة، ومارب وحضرموت والمهرة ولحج وحتى الضالع وسقطرى أحدث محافظتين، بينما ظلت محافظة أبين بمعزل عن كل ذلك التطور فلا جديد يذكر باستثناء عمليات الطلاء، وإعادة تأهيل "جولة الجحال" التي ظهرت مؤخراً عقب إفتتاحها من قبل السلطة المحلية في المديرية بشكل غير لائق دون إضافة أي "لمسات جمالية" معبرة عن روح هذه المدينة.

في حين ظلت الأسواق بمدينة زنجبار - ذات الشارع الوحيد - على حالتها العشوائية "المغززة"، فهل تفتقر السلطات المحلية لوجود العقول الإستراتيجية؟ خصوصاً وأن المنظمات الداعمة على إستعداد دائم لتمويل خطط السلطات المحلية لتطوير البنى التحتية في مدن المحافظة وخصوصا العاصمة زنجبار!

سوق الأسماك:
تستقبلك أمام بوابته الرئيسية "بحيرة" عبارة عن مستنقع تغذيه بشكل مستمر مخلفات غسل الاسماك ومياه الأمطار والصرف الصحي!

تمت عملية إعادة تأهيله مؤخراً بدعم من إحدى المنظمات، الا أن مشكلة الزحام وانتشار القاذورات والروائح واختلاط المجاري لاتزال قائمة. 

سوق الخضار :
عبارة عن بناء قديم شيد في حقبة الإستعمار البريطاني في اواخر خمسينيات القرن الماضي، كان ملائماً لعدد سكان المدينة في ذلك الوقت، يضم في وسطه عدد من "مفارش" بيع الخضار في صفين متقابلين، تتقدمه واجه لعدد من محلات بيع المواد الغذائية لايتجاوز عدد الـ10 محال تمت إضافتها عقب الإستقلال المجيد في السبعينات، ينتشر معظم بائعي الخضار والفواكة خارج السوق المخصص لذلك بسبب نقص "المفارش" التي أصبحت منذ نحو ثلاثة عقود لاتتناسب مع أعداد المتسوقين المتزايدة باستمرار!

سوق القات :
يقع على مقربة من سوق السمك يحتل مساحة "2 دونم" تقريباً يرتاده الالاف يومياً وتزدحم بجواره السيارات والدراجات النارية ويستمر الزحام من الظهيرة حتى الليل كان من المقرر نقله إلى خارج المدينة بهدف تقليل حدة الازدحام، الا أن القرار تعثر!

سوق اللحوم:
ينصب في العراء على الطريقة التي كانت سائدة في العصور الوسطى، عبارة عن مفارش حديدية يتم إستخدامها نهاراً لعرض لحوم  الأغنام وفي الليل تتحول إلى مخادع مريحة لنوم الكلاب الضالة

متنفس المدينة الساحلي:
كورنيش الشيخ عبدالله بسواحل مديرية زنجبار وماادراك ماكورنيش الشيخ عبدالله، المتنفس ذو الكلفة العالية من حيث معدل الوفيات بسبب الغرق، ولاتزال فاتورة الضحايا مفتوحة للأسف الشديد!

غياب الخطط الإستراتيجية:
تسبب غياب خطط التوسع في المشاريع الخدمية والإستثمارية الخاصة بالعاصمة زنجبار بصعوبة تنفيذ حلول ناجعة لتغلب على الازدحام والتخلص من أثاره السلبية على الصحة العامة والبيئة والمظهر الحضاري الذي يليق بعاصمة كزنجبار.

يبدو أن القائمين على أمر محافظة أبين لايهمهم إحداث نهضة حقيقية لصالح الشعب على مستوى أبرز مدن المحافظة وعاصمتها زنجبار!


والا لخصصت مبالغ "معلومة" من الاموال التي تتم جبايتها بشكل يومي لغرض تطوير عاصمة المحافظة وتحسين مرافقها الخدمية ونقلها من حالة أقرب إلى القرية إلى مدينة على مستوى الخدمات بما يليق بمكانتها التاريخية وعلى رأسها الأسواق التي تبدو بحاجة إلى توسعات حقيقية وعمليات ترتيب جادة وفقاً لخطط علمية مبنية على أسس هندسية وإقتصادية.