آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


مازال النظام غائباً

الأربعاء - 14 أغسطس 2024 - الساعة 09:17 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




ما زال النظام غائبا، ولكنه محافظ على ظلام الليل بشدة، وباسط عتمته ووحشته على أرجاء البلاد...
لقد أعجب القائمون على حكم البلاد ، سكوت الشعب حينما لا يسمعون ضجيج الشعب الذي يرغب في الانطلاقة نحوا الحكم الرشيد....
هنا نزل الأمان والسكينة، على تلك الأصنام الكرتونية، التي تتحدث عن المجاعة من برجها العاجي، وعن الفرن الخيري، وما يقدمه من وجبات الطعام الطازجة للشعب *(يعتبر هذا أعظم بلوغ الاستهتار بالشعب)*
*بل وشاركه من قبل نظيره في الزعامة التي لاتعرف غير صُنع المنعطفات الصعبة، وتطلق الألفاظ (الشيز)...*
لقد حان وقت نهاية المهزلة بالشعب والوطن، وبلغت النفوس الحناجر، وضاق الوقت وهي تتلذذ بسُباتها العميق، وتتلقى وجبات من الراحة والسكون بعد زمن من مكوثها المخزي في الحكم، والذي لقي فيه الشعب الكثير من التعب والعناء.
وحين ينادي المنادي: يا شعبنا أفيض من النوم، يسمعه الحكام فتطير نفوسهم وتبعد عنهم الطمأنينة من هذا النداء! فتهجر فراشها الوثير، ونومها اللذيذ، وتستيقظ من الخوف الذي يملئ قلوبهم؛ لأنها جُبلت على الراحة والسمع والطاعة العمياء، وهي مسرورة بهذا النوم للشعب...
لقد استحوذ على تلك القيادات جشعها أو من تعمل له، وتغلغل المطبلون في مؤسساتها، مما أصابهم من الغفلة، وبغّضت الحق المتمثل في العدل، فتركت تلك القيادات الاستجابة للشعب ولحقوقه، وأغلقت الأبواب بوجه، ولسان حالها: أنتم الخارجون من بيت الطاعة، وأنتم أهل الفتن، وانتم المخربون الذين يلجأون إلى حمل السلاح ضد الآمنين والعزل....
فتركت كلابها تنهش كيفما تشاء...
فزادها هذا بعدا عن الشعب، وأضافت حواجز إضافية متعذرة بالاوضاع الغير العادية، وتحولت من سلطة تقوم بخدماتها نحو الشعب، الى هيئة إجرامية تضاف إلى المعاناة التي يعيشها أبناء الشعب؛ وهذا كله ادعاء باطل، لكنه يضاف إلى زيادة الراحة لها.
إن الثوارت التي دفع الشعب فيها الكثير وصبر على أيامها الصعبة، كان يرجو، قيادات تتعانق نفوسها بآماله، وتحقيق العدالة والتنمية والرخاء والازدهار ، وهي أهم الأهداف المرجوة من الثورة.
لم يكن الشعب يعلم إن ثوراته قد خطفتها الأيادي السوداء في ظلمة الليل، حتى نظرنا إلى من ملكوا ساحات النضال الوطني والحزن قد أصاب نفوسهم المتألقة بالثورة، وزادها حزنا حينما لم ترى من تلك الوجوه التي تتحكم بمصير الشعب والوطن، والتي آثرت النوم أيام الثورة، أو أنها مزروعة من قبل من تلك الايادي السوداء، أيام الثورة.!
وهذا ما جعلها غائبة تماما عن الشعب والوطن.
*فكم يعيش الشعب من أزمات ؟ ولم نرى حلول ولو بسيطة تضعه تلك الأصناف الثمانية على طريق إستعادة الدولة ومؤسساتها التي تقوم بالحلول المناسبة والمتاحة ، من أجل تحقيق بعض مطالب الشعب ، وعلى رأسها الأوضاع الأمنية والاقتصادية للبلد،* وهذه الحلول والمعالجات ليست بالصعبة ؛ ومن هنا طال الغياب لهذه السلطة، وكأنها ليست موجودة للأسف الشديد!!!