آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


مدينة جعار.. زهرة الجنوب العربي

الأربعاء - 14 أغسطس 2024 - الساعة 08:25 ص

محمد ناصر العولقي
بقلم: محمد ناصر العولقي
- ارشيف الكاتب



 
في ستينيات القرن العشرين كانت مساحة مدينة جعار لا تزيد عن أربعة كيلومترات طولا ( من البارهوص شمالا وحتى مدرسة جعار المتوسطة جنوبا ) وثلاثة كيلومترات عرضا ( من سوق الجلب شرقا حتى شارع جمال غربا ) ، ومع ذلك فقد كانت المدينة تتوفر على 13 حديقة عامة يرتادها السكان والزوار القادمون من عدن ، ويستمتعون بجمالها ، وهي :

1- حديقة الأسد :
كان موقعها في الشارع الرئيسي أمام بلدية جعار وكانت مساحتها حوالي فدان وسميت حديقة الأسد لوجود مجسم من الأسمنت في وسطها لأسد واقف فوق بركة صغيرة ويخرج من فمه الماء إليها ويقال إن الحديقة والمجسم من تصميم مهندس إيطالي أو فرنسي كان يعمل ضمن الطاقم الفني للجنة أبين الزراعية ( abyan board ) وأشرف على عملية التخطيط الحديث لمدينة جعار ، وقد أقيمت الحديقة في الخمسينيات واستمرت الى نهاية السبعينيات ثم أزيلت وإقيم في مكانها مبنى السنترال العمومي لجعار .
2- حديقة البلدية أو بستان بن سبعة :
كان موقعها في الجهة الشرقية لمسجد جعار وسط المدينة وكانت مساحتها حوالي 4 فدان وقد أقيمت في الخمسينيات واستمرت الى منتصف السبعينيات ثم تم بناء روضة جعار في الجزء الجنوبي الغربي منها والجزء الآخر منها استخدم من قبل بلدية جعار كحوش للأغنام الجوّالة في الشوارع وتم فرض غرامة على أصحاب هذه الأغنام .
3- حديقة مدرسة جعار الابتدائية :
كان موقعها غرب مبنى المدرسة ومساحتها حوالي 4 فدان وأقيمت في عام 1952م مع بداية تأسيس المدرسة الجنوبية ( مدرسة الشهيد عثمان العريقي لاحقا) واستمرت حتى نهاية السبعينيات حيث أقيم في مكانها مبنى جديد للسينماء الشعبية جعار التي تم تحويله عقب حرب صيف 1994م الى مسجد الحمزة .
4- حديقة المدرسة المتوسطة جعار :
كان موقعها في الواجهة الشمالية للمدرسة وفي جانبيها الشرقي والغربي ومساحتها حوالي 9 فدان وأنشئت الحديقة مع افتتاح المدرسة عام 1957م واستمرت حتى الثمانينيات حيث أقيم في مساحتها المواجهة للمدرسة من الناحية الشمالية مدرسة ابتدائية ملحقة وتم تخطيط المساحة الأخرى المتبقية من الحديقة أراضي سكنية شخصية لمواطنين .
5 - حديقة مدرسة ( كلية ) السلطان محمود بن عيدروس ( مدرسة الثورة لاحقا ) :
ومكانها أمام المدرسة جنوب غرب المدينة ومساحتها حوالي فدان وقد أنشئت مع افتتاح المدرسة في الستينات .
6 - حديقة مدرسة البنات جعار ( مكتب الإشراف لاحقا ) :
وكان موقعها أمام المدرسة ومساحتها حوالي فدان وأنشئت مع افتتاح المدرسة في الستينيات واستمرت حتى السبعينيات ثم أهملت واندثرت .
7 - حديقة الإرشاد الزراعي :
وموقعها أمام مبنى الإرشاد الزراعي في الطرف الجنوبي للمدينة بمحاذاة طريق جعار أبين وجوار حديقة المدرسة المتوسطة وقد أقيمت مع افتتاح مبنى الإرشاد الزراعي في نهاية الخمسينيات تقريبا ومساحتها حوالي 3 أفدنة ومازالت بقاياها حتى الآن .
8 - حديقة مدرسة جعار الابتدائية الشمالية ( مدرسة الحمزة حاليا ) :
وكان موقعها داخل أسوار المدرسة وخلفها الى سور ملعب بن سلمان شمال جعار وأقيمت مع افتتاح المدرسة عام 1964 م وكانت مساحتها حوالي فدانين واستمرت حتى منتصف السبعينيات ثم أهملت وأقيم في مساحتها قبل سنوات صفوف أخرى تابعة للمدرسة .
9 - حديقة بارهوص جعار :
ومكانها في محيط مبنى البارهوص شمال غرب المدينة وأقيمت مع افتتاح مبنى البارهوص عام 1962 م ومازال بعض أشجارها باقيا حتى اليوم .
10 - حديقة النخيل أمام ورشة لجنة أبين :
وكان موقعها أمام ورشة لجنة أبين أسفل جبل خنفر من الناحية الغربية وأقيمت في بداية الخمسينيات وكانت مساحتها حوالي فدانين واستمرت الى منتصف الثمانينيات ثم تدهورت وأصبحت اليوم أثرا بعد عين وتم تحويلها الى قطع سكنية لمواطنين .
11 - بستان جعار :
وكان موقعه شرق المدينة بعد طين الحكومة ويحتوي على أشجار فواكه متنوعة ونخيل ومسبح أو بركة سباحة وكان متنزها يأتي إليه كثير من الموظفين العرب والإنجليز وغيرهم من الأجانب مع أسرهم من عدن ويقظون فيه إجازاتهم والى جواره كان هناك ملعب للتنس الأرضي وكرة الطائرة وكانت مساحة البستان حوالي 7 أفدنة وقد بقي الى فترة قريبة ثم أصبح الآن قاعا صفصفا .
12 - حديقة الجبل :
وكان موقعها أسفل جبل خنفر مباشرة من الناحية الشمالية ملاصقا لجنوب طين الحكومة وكانت مساحتها حوالي خمسة أفدنة وقد أقام محافظ أبين الأسبق محمد علي أحمد في جزء منها في الثمانينيات استراحة لبيع المشروبات الروحية اسماها الرواد استراحة النخيل ثم أصبحت أثرا بعد عين .
13- حديقة البيطرة :
وكان موقعها في محيط إدارة البيطرة شرق حافة المحراق ، وكانت مساحتها حوالي أربعة أفدنة ، وقد تم تحويلها الى قطع سكنية لمواطنين بعد عام ١٩٩٠ .
وفضلا عن هذه الحدائق فقد كانت في مدينة جعار حدائق صغيرة أخرى ضمن إطار مساحات المباني العامة والخاصة كحديقة سكرتارية السلطنة وحديقة قصر السلطان محمود بن عيدروس العفيفي وحديقة قصر الشيخ علي عاطف الكلدي وحديقة مسجد جعار التي كانت في الناحية الغربية من المسجد وغيرها ، بخلاف أيضا الحدائق الصغيرة ( الجزر الخضراء ) التي أقامتها البلدية وسط الطريق العام ، وحدائق سكن كبار موظفي لجنة أبين الزراعية فوق وأسفل جبل خنفر .
 وكانت كل حديقة منها لها بئر ارتوازي خاص بها لتسقيتها ، كما كانت وظيفة البستاني وظيفة أساسية ضمن الهيكل الوظيفي في ذلك الوقت ، مما يعطي انطباعا عن حضور الروح الجمالية الحضارية لدى الإدارة القديمة والحرص على سلامة البيئة والحفاظ على المظهر الجمالي العام للمدينة .
ولذلك لم بكن مستغربا أن يتم في ستينيات القرن الماضي اختيار مدينة جعار من قبل إحدى المنظمات العربية التابعة للجامعة العربية ضمن أنظف وأجمل عشرين بلدة عربية ، مستندين في ذلك الى حالة واقعية حضارية كانت تتميّز بها مدينة جعار عن غيرها من البلدات في الجنوب العربي آنذاك حتى وصفها البعض بـ ( زهرة الجنوب العربي ) تيمنا بمدينة أسوان التي كانت توصف بـ ( زهرة الجنوب المصري ) .