آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


الحاجة إلى وعي تأميني لتكريس ثقافة تأمينية تصل إلى كافة أرجاء البلاد

الأحد - 11 أغسطس 2024 - الساعة 08:03 م

نجيب الكمالي
بقلم: نجيب الكمالي
- ارشيف الكاتب



يمكن  القول إن فكرة التأمينات الاجتماعية ارتبطت منذ نشأتها بفكرة الخطر وفكرة الأمان  فالخوف من الأخطار والرغبة في تحقيق الأمان هما الدافع إلى قيام التأمينات الاجتماعية .       
 تحيط المخاطر بالإنسان منذ بدء الخليقة الخطر جزء لا يتجزأ من حياة الانسان الخطر قرين الإنسان كما الموت قرين الحياة  فولد الانسان ويهدده خطر الموت والأخطار الاخرى التى ترافقه في حياته ومن هنا كانت حاجة الإنسان للأمان  بل هي الدافع الذي جعل الانسان منذ فجر التاريخ في رحلة طويلة  بالبحث عن الأمان  وصولا الى "التأمين الاجتماعي" الذي سبقه ووسائل كثيرة عمل من خلالها  الناس لمواجهة تلك الاخطار   عملت فترة غير قليل من الزمن  في تحقيق الامان الاجتماعي . بدأ الادخار ثم  ذهب إلى طريق التعاون والمسؤولية الاجتماعية والتبادل التجاري حينها  كان المجتمع بسيطا  يعتمد على الزراعة  فكانت الأخطار التى تحيط به قليلة.                            حتى جاءت الثورة الصناعية والتكنولوجيا الصناعية بدأت  الاخطار تتوسع وخاصة بعد ظهور الالات الصناعية التي اصطحبت معها وسائل   الرفاهية  إلا إنها حملت معها أخطارا جسيمة عديدة جلبت البؤس والحرمان والشقاء وخاصة للذين عملوا فيها .   
اهم هذه الاخطار مغادرتهم مربع الترابط الاسرى الذي كان أهم  دعائم  التعاون بين الناس داخل الاسرة ومخاطر الحرمان والبؤس  والحاجة والمرض وفاة المعيل والبطالة والعجز التي بدأت تتوسع بفضل هذا التحول  الصناعي جعلت من الوسائل التقليدية لتحقيق الأمان  الاجتماعية غير قادرة لحمل مسؤولياتها وأثبتت عجزها    فبدأت حاجات الناس إلى التفكير بأمان اجتماعي أوسع وأ شمل لمواجهة الاخطار . والخوف هو الدافع الذي ولد فكرة التأمينات الاجتماعية  الذى وللاسف مازالت  تعاني من غياب الوعي التأميني .                                                                                                                                                               تظل التوعية التأمينية بمفردها  عبر تعاقب الأزمنة وتوالي الأجيال تشكل المعيار الحقيقي لقياس مدى مستوى وعي المجتمع والتأكيد القاطع الذي، لايقبل الشك والريبة لمدى النجاح الذي يحققه النظام التأميني الا أنها تظل الحلقة  المفقودة بين شركاء العملية التأمينية الممثلين بالعمال وأصحاب الأعمال  من جهة والمؤسسة العامة للتأمينات من جهة أخرى تتركز بشكل رئيسي في غياب مبدأ الشراكة الحقيقية وضعف الوعي التأميني في الأوساط العمالية   وقد  يكون مجرد التزام يسددها    أصحاب الأعمال لغرض الحصول على البطاقة التأمينية  الذي كان وراء  توقف كثير من أصحاب الأعمال.           بمجرد حصوله على البطاقة التأمينية صحيح أن هذا التوقف قد  يسبب إعاقة للمؤسسة بالالتزام ب مسؤوليتها القانونية تجاه المؤمن  بنفس الوقت  تتراكم مديونيات وغرامات على صاحب العمل وأعتقد أن هذا  الالتزام بمجرد الحصول على البطاقة التأمينية غير مجدي ولايكفي بل هو بحاجة لأن يتوج الالتزام بوعي تأميني ينطلق من ردم هذه الهوة وبناء جسور تواصل بناءة  تفتحها المؤسسة بهدف   نشر الوعي التأميني وتكرس ثقافة تأمينية      عن طريق السوشال ميديا وعن طريق وسائل الإعلام وعن طريق الاتصال المباشر عن طريق النقابات وغيرها من وسائل التوعية المجتمعية التأمينية .