آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


ذئاب النت

الأحد - 11 أغسطس 2024 - الساعة 07:16 م

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


الخبر الذي هز البلاد بأسرها وجلب موجات تسونامي عالية من التعاطف مع ضحايا الابتزاز الالكتروني من الفتيات الشابات والتي بطريقة ما وصلت صورهن إلى الفضيحة المسماة نت ، بغض النظر عن الطريقة والأسلوب ورداءة الفعل المتشنجة الذي تعامل بها الآباء التي شملت على الأرجح اعتداءات حامية الوطيس طالت أجساد الضحايا تجاوزت في حالة واحدة حد العقل والمنطق عندما قام إحدى الآباء بطعن ابنته إحدى ضحايا هذه الصور وهو الأمر الذي لقي استهجان عام عبر عنه عامة الناس بطرق دلت على ارتفاع مستوى الوعي والتفكير والذي افتقده بعض الآباء.

لست هنا بصدد لوم أو محاكمة أحد، فالأحداث اخدت طابع عنيف وخصوصا أن الدول الإسلامية لا تمزح بشكل خاص عندما يتعلق الموضوع بالشرف ، فتساءلت هل تسريب حفنة من صور بغض النظر عن مضمونها قد يؤدي إلى مثل هذه الكارثة ؟
ظهور هذه الصور بمثل هذه الشكل قد يكون مفيد لأن مثل هذا الظهور قد أطلق جرس الإنذار بوجه الآباء للانتباه بما يحاك لبناتهم ، الأمر اكبر من قدرات بنات يافعات على مواجهته فهناك شبكات وعصابات تمتهن اختراق مواقع البنات وبمساعدة احترافية من فتيات أخريات في محاولة لاصطياد بعض الصور الفاضحة من أجل أن تكون موضوع ابتزاز رخيص.

ظهور صور البنات على النت مسئولية مشتركة يتقاسمها سواء المبتز ومن قام على مساعدته أو البنات ضحية مثل هكذا ابتزاز أو الآباء والذين اخر من يعلم بوقوع الابتزاز لذلك نشاهد رداءة فعل غير منطقية من الآباء حال وقوع مثل هذه الأحداث ، التعامل العنيف مع ضحايا مثل هذا الابتزاز ليس حلا ولا يحفظ ماء الوجه بقدر الجلوس مع ضحية الابتزاز وتتبع مسار الأحداث منذ البداية لمعرفة كيف وصلت الصور الى النت ومن تم وقوف الأسرة بكل أفرادها مع الضحية في لفتة تضامن تعيد للضحية الأمان المفقود وتشعرها بدفء وحماية الأسرة ما يعزز ثقتها و قدرتها في الدفاع عن نفسها ، عليكم اتقان فن الاصغاء انصتوا لبناتكم دعوهن يتكلمن من دون خوف أو وجل عما يمكن أن يتعرضن له فهناك ذئاب في النت تتربص من الغنم القاصية