آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-11:54م

قبل فوات الأوان

الأحد - 11 أغسطس 2024 - الساعة 04:46 م
امين عبدالخالق العليمي

بقلم: امين عبدالخالق العليمي
- ارشيف الكاتب


في زمنٍ يشتد فيه الظلام وتتكاثف السحب السوداء حول الوطن الذي نعتمد عليه جميعًا، يظهر قائداً لا يعرف للنوم طعماً، ولا يستسلم للضعف رغم كل ما يعانيه، إنه رئيسٌ يعمل بلا كلل ولا ملل، يحارب في جبهات متعددة دون أن يظهر للآخرين حجم المعركة التي يخوضها،

عندما يُغلق الجميع أعينهم ليلاً، يبقى هو مستيقظًا بين الأفكار والقرارات، يضع خططاً جديدة، يحل مُشكلاتٍ مستعصية، ويحاول إنقاذ الوطن من الهاوية، يستسلم لجسده المنهك عند الرابعة والنصف صباحاً، بعد ان يصلي الفجر، وكأنه فقط يمنح نفسه هدنة قصيرة قبل أن يعود مجدداً ليحمل على عاتقه هموماً تتجاوز طاقته البشرية،

وتجده عند الساعة السابعة والنصف علي اهُبّة الاستعداد، يشرب قهوته وهو يتفحص الأوراق، ينظر إلى الساعة، يتأكد أن كل شيء جاهز، ثم يخرج لملاقاة يوم جديد من التحديات، ورغم كل تلك الجهود، لا يجد من يدعمه أو يفهم مدى صعوبة الطريق الذي يسير فيه، وكانه خُلق ليعيش وحده، رغم اجتماعيته، ووداده.

والأصعب من ذلك أن ذلك النفر البريء منهم الشعب، من الذين نصبوا انفسهم وكلاء باسم الشعب وهم شرذمة ارتزاق يعرفهم كل ابناء الشعب الحر الشريف، أولئك النفر يتوجهون نحو فخامته بسهام البذاءة، وقلة الادب باسم النقد الكاذب يسموه نقداً بهتاناً وزوراً، احترم كل صاحب رأي ينتقد انتقاداً بناءً وليس اولئك الذين لايُعبرّون الا علي مدي حقدهم الدفين، والتربية التي تلقونها، يا هؤلاء ان الشعب كل الشعب مُدرك ويعرف بأن هذا القائد هو الحصن الأخير الذي يحمي الوطن، ويحميهم من الانهيار،

رغم انهم يرون الصورة السطحية، ويشاهدون النتائج البسيطة، ورغم انهم لا يعرفون عن الكفاح الداخلي، ولا عن الصراع اليومي الذي يخوضه فخامته،
مع الآسف انه وحده في هذه المعركة، محاطاً بجدرانٍ من المؤامرات السيئة، التي تزيد من عبئه ، ان هذه المؤامرات والابواق تحاول أن تهدم ما يبنيه، وتضع العراقيل في طريقه، لكنه مستمر في العطاء، لا من أجل نفسه، بل من أجل مستقبل الوطن، من أجل أمل الشعب، من أجل أن يبقى الحلم حياً،
ماذا لو أنه، تحت هذا الضغط الهائل، قرر الاستسلام، قرر أن يضع حداً لكل تلك المعاناة، فإن سقوطه لن يكون مجرد خسارة فرد، بل انهيار وطن بأكمله،

ذلك الوطن الذي نحلم أن يبقى قوياً وصامداً، قادراً على تجاوز الأزمات، ليس لان الدنيا أو اليمن ليس فيها الارشاد، ولكن لا نه في الوقت الذي لا دوله ولا مؤسسات ولا موارد ولا استقرار ولا امن قبِل بان يتحمل المسئولية، ويكون مصد الهجمات، ومتلقي الضربات، وحامل لواء الوطن بكل جداره واقتدار،
والذي يري الكثيرين بانه الفشل بحد ذاته، لكنه رأها المسئولية والإخلاص، والوفاء لوطن أعطاه يوماً شرف العيش علي ترابه، والانتماء له،

عندما اري وانظر لحال فخامة الرئيس اتمني لو ان الشعب يدرك، وأقول ليتهم يعرفون، أن وراء كل قرار، وكل خطوة، هناك قلبٌ ينبض بالحب والمسؤولية، وجهد وعناء قائد لا يكل ولا يمل، من اجل الوطن وابنائه، وإنهم إذا أضاعوا هذا القائد، فلن يجدوا غير الفراغ مكانه، هذا الرئيس هو حائط الصد الأخير، ولحظة تخليه ستعني بداية النهاية، فهل سيستمر في هذا الصراع وحيداً، أم سيفهم الجميع أن دعمه هو السبيل الوحيد لإنقاذ ما تبقى من شبه وطن وما تبقي من الأمل؟
الحزن يعتصر القلوب، والخوف يتسلل إلى النفوس، فلا تدعوا من يعمل بصدق يذهب، بل كونوا عوناً له قبل أن يكون الأوان قد فات.