سألت عن حبيبي،
قالوا: راح...
وقلت : أين راح؟
قالوا: يمكن هناك ،
ببلاد الشام ،
يحقق الامنيات.
أو قد يكون في الخليج
بلاد الثروات!
سألت عنه،
فيما قالوا ...
فأخبرني نباح الكلاب.
تقرّبت أكثر
سمعت أصوات الطائرات.
رأيت
اشتعال النيران والحريق.
في لليل أسود
والبرد شديد.
لم أرى الناس تخرج
من تساقط الثلوج.
وروث الخنازير...
لم أشاهد في تلك الغابة
غير القرود
تعبث بأغصان الزيتون
على مرأى ومسمع العالم كله!
وجدت حبيبي
وسط الغابة
قد سكن.
كان لومي عليه
كثير
لما تركت العيش
الرغيد
أخبرتني
طيور الحمام
حبيبك
يسكن
في قلب
الوطن !
وجنه مجروح
جراح كبير
صعدت إليه
مسرعاً
كان قيود
قد وضعت بأطراف
أقدامي
وحتى أصابع يدي
قيود من أمتي!
حاولت إسعافه
من خارج الوطن...
قالوا: لا لا...
لماذا...؟
لايتم إسعافه ،
أنه على قيد الحياة.
قالوا: عنده
جراح معدي.
فقلت هو منّي
وهو قلبي...
قالوا: إن الجراح ،
في قلبه.
فقلت: لماذا،
قلبه لا زال حياً ،
مع الجراثيم،
وجسمه الباقي،
لم يتحرك؟!
قالوا: مات مات،
من يوم جرح ،
قلبه ،
وصاب جسده ،
بالجراثيم.
فقلت: لماذا باقي
جسمه، عاري من الثياب؟
قالوا: قدها حكايات ،
جسمه مع هذا المرض.
لم أعرف للأسف
أنه بين يدي
حبيبي،
إلا بالوشاح كان
يضمد به
الجراح.
قلت: نعم، أنه
حبيبي.
أنه شعب فلسطين.
أنه قلب الوطن العربي.
فلسطين فلسطين
الذي لا يموت!
كتبتها: يوم السبت .
٢٤// ٦//١٩٨٩م