آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


يوماً ما.. ستأتي رياح الحقيقة لتعصف رماد الكذب الذي يغطي وجوههم

الأحد - 11 أغسطس 2024 - الساعة 10:28 ص

ناصر العكين
بقلم: ناصر العكين
- ارشيف الكاتب





قال الله تعالى: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُون". صدق الله العظيم 

إخواني الأعزاء هناك ناس من أبناء جلدتنا تجدهم دائماً يصرخون ويتكلمون عن الوطن وأنهم حريصين على الشعب ويطالبون بتصحيح الأوضاع ويجب تغيير هذا المكون وتغيير هذا القائد وأن هذا القائد يقوم بنهب خيرات البلاد وكثير من هذا الكلام، والله إن هناك أشخاص يتحدثون عن حبهم للوطن وأنهم حريصين عليه وأنهم يريدون التصحيح وفي الحقيقة تجدهم هم أساس البلاء وأساس التفرقة وأساس التشتت، وهم أساس الفتنة. البعض منهم من جلب الخلافات داخل قريته أو داخل المديرية التي ينتمي إليها، في الظاهر يدعي للصلاح ويدعي في محاربته للفساد، وفي الغيب يعمل على تشتيت أبناء المديرية التي ينتمي لها ويستخدمون إلى جانبهم بعض الأشخاص مِن مَن يتغنون بالوطنية وأن همهم الوحيد إصلاح أوضاع المديرية أو المحافظة أو الوطن بشكل عام، وهم في الحقيقة من يزرعون الخلافات ويعملون على تشتيت أبناء الوطن الواحد.

البعض منهم من يدعي أن قيادة المجلس الانتقالي فاسدة وأنهم أدوات تعمل ضد الوطن وأن الحوثيين رجال دولة وأنهم أشرف من قيادتنا، فمثل هذا النوع الذي يتحدث بإصلاح الأوضاع وتصحيح البداية يتكلمون عن حبهم للوطن وأنهم يريدون التصحيح وأن همهم الوحيد استعادة الدولة الجنوبية، وبعدها تجدهم يعظمون الحوثيين ويترحمون عن الهالك عفاش، هل هذا هو التصحيح الذي تتكلمون عنه؟! تطالبون بعودة الحوثيين وتمجدون نظام الهالك عفاش، تناسيتم الدماء التي سفكوها، تناسيتم كل الأساليب التي اتخذوها ضدنا، وتناسيتم التكفير الذي كفرونا به تناسيتم كل الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الجنوبي.

هل تناسيتم عندما حللون دماكم؟ هل تناسيتم ما حصل لنا طيلة ثلاثين سنة من تنكيل وإذلال وما زالوا إلى اليوم والليلة يحيكون لنا المؤامرات من الداخل، وما زالوا يشنون الحرب، وكل يوم نسمع عن سقوط شهداء من أبطال القوات الجنوبية في جبهات القتال على كل حدود الجنوب، وفي من بعض إخواننا في الداخل يتحدثون على حرصهم على الوطن، وأن هدفهم تصحيح المسار، أي مسار تتحدثون عنه؟ 

كلامكم يقول أن هدفكم هو الوطن، والعمل الذي تقومون أو الذي تسعون من أجله هو كيفية إدخال الحوثيين إلى الأراضي الجنوبية، مثلكم مثل الشيخ الذي يسير على أطراف أصابعه خوفاً من أن يدعس نملة ويتحاسب عنها أمام الله.

في أحد الأيام كان رجل وزوجته يعيشون في أحد القرى، وفي يوم من الأيام قالت زوجة الرجل لزوجها أنها تخاف أن يعاقبها الله بسبب الطيور التي فوق الشجرة، وقالت لزوجها عندما أقوم بتغيير ملابسي تقوم الطيور التي على الشجرة بالكشف عني وإني أخشى أن يعاقبني الله على ذلك، فرح الزوج بزوجته الصالحة وقام بقطع الشجرة لكي لا تقوم الطيور بالكشف عن زوجته، وفي أحد الأيام عاد الرجل إلى بيته فشاهد زوجته وهي على السرير وبجانبها  عشيقها أو صاحبها فغادر الرجل المنزل بدون أن يخبر زوجته بما شاهده، غادر القرية التي كان يعيش فيها إلى أن وصل إلى مكان وشاهد قصر وبجانبه الكثير من الناس، فسأل الرجل أحد الأشخاص مالهم الناس متجمعين حول القصر؟ قال له لقد تم سرقه خزينة الملك وبينما كان يمشي شاف رجل يبدو من ملامحه أنه رجل دين وهو يمشي على أطراف أصابعه، سأل الرجل أحد الأشخاص لماذا يقوم هذا الرجل بالمشي على أطراف أصابعه؟ قال له هذا شيخ القرية أو المنطقة وهو يمشي على أطراف أصابعه خوفاً أن يدعس نملة فيحاسبه الله على هذا. فقال الرجل خذوني إلى الملك فقد عرفت من هو السارق، وعند ما تم إيصاله إلى مقابلة الملك أخبر الملك أن شيخ المدينة هو السارق، فقال له الملك كيف عرفت قال عندما يتم المبالغة بالدين بشكل غير عادي اعلم أن وراء هذه المبالغة جرم كبير.

وهذا الشيء ينطبق مع الأشخاص الذين يتغنون بإصلاح الأوضاع وأنهم حريصين على الوطن وأن قيادة المجلس الانتقالي قيادة فاشلة، يجب أن يعلم الجميع هذه الأشخاص الذي يتغنون بحب الوطن أنهم أساس الخراب وأنهم مدعومين من أطراف معادية لقضية الجنوب وهدفهم القضاء على المجلس الانتقالي الحامل الوحيد لقضية الجنوب، وهذا الشي مستحيل أن يحدث، فنحن الشعب جزء من المجلس الانتقالي والمجلس الانتقالي جزء من الشعب، ومن يريد تفكيك المجلس الانتقالي بحجة التصحيح نقول لهم اصلحوا أنفسكم بالأول فقد عرفناكم، فأنتم من تدعموا للفوضى والتخريب، وإثارة المشاكل الداخلية وثم تخرجون لنا على أساس أنكم مصلحون،
 
فمثل هولاء الأشخاص هم الأخطر من الحوثيين، الحوثيين نتقاتل نحن وهم وجه لوجه، أما العملاء الذين يعملون بجانب الحوثيين من أبناء جلدتنا فهم يطعنون بنا من الداخل وعملهم وشغلهم زرع البلبلة وزرع المناطقية فيما بيننا البين.

نحن لا نقول إن المجلس الانتقالي لا توجد له أخطاء، في هناك أشخاص داخل إدارة المجلس الانتقالي يتحدثون عن حبهم للوطن وهم يعملون ضد الوطن، فهذا الشيء موجود في كل مكان لابد من وجود من هذه العينات التي تعمل من تحت الطاولة، وهذا الشيء ليس مبررا على أن نقوم بهدم المجلس الانتقالي والوقوف ضده، فالمجلس الانتقالي عمل وحقق إنجازات عظيمة وأي محاولة لتفكيك المجلس الانتقالي والوقوف ضده يعتبر بالنسبة لنا أن نحن بنحفر قبورنا بأيدينا، وسوف يكون البديل له الحوثي وأتباعه، ولكن يجب علينا أن نتمسك بحامل قضيتنا والممثل الوحيد للشعب الجنوبي المجلس الانتقالي الجنوبي، وأن نكون متمسكين بقائد السفينة الربان عيدروس بن قاسم الزبيدي، وأن ننتقد الأخطاء انتقاد بناء، وهذا من أجل التصحيح، ولا ينبغي علينا أن نترصد الأخطاء لكي نجدها فرصة لهدم المعبد على روس ساكنيه، فالمرحلة مرحلة حساسة والأعداء تحيط بنا من كل اتجاه منتظرين لساعة الصفر للهجوم على أراضينا وإهدار دمائنا مثل ما فعلوا بنا بالفترة السابقة.

يا أبناء الجنوب كونوا جسداً واحداً، وتذكروا الدماء التي سالت في كل المحافظات الجنوبية، لا تلتفتوا لمن يريد زرع الأحقاد فيما بينكم، فهم يدعون أنهم يعملون لصالح الوطن ولصالحكم، وفي الحقيقة هم يعملون لإضعافكم حتى يتسهل الحوثيين لاحتلال الجنوب مرة أخرى.


ناصر العكين
نائب مدير أمن حالمين