آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


سلمية تضرب بالنار.. شعار آلمنا ترديده

الجمعة - 09 أغسطس 2024 - الساعة 05:34 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


في تاريخ 3/ 8 / 2024م لم يخطر ببالي أن الجماهير التي خرجت مطالبة بالعدالة وبالكشف عن مصير المختطفين ستتعرض لكل ذلك الرصاص الذي لولا لطف الله لخطف ذلك الضرب العشوائي حياة المئات من المتظاهرين، فقد خرجنا للمطالبة بالكشف عن مصير المخفيين قسرًا، وكادت رصاصات الجنود تقتلنا، أحدثكم عن نفسي، فأحد الجنود كان يضرب باتجاه المتظاهرين، وكانت تلك الرصاصات تضرب الجدار الذي كنا نركض باتجاهه، فأصابنا الذهول من هذا الضرب المميت، وأصيب في ذلك المكان أحد المتظاهرين، وكنا نردد: سلمية تضرب بالنار.

شعار آلمنا أن نسمعه من جنوبيين يرددونه ردًا على جنود جنوبيين يضربونهم بالنار، هذا الجنوب الذي بحثنا عنه، وخرجنا نطالب به، وكتبنا عنه في كل المنابر الإعلامية، وعادانا الكثير بسببه، وكنا نردده على المنابر في الساحات دون خوف من قوات الأمن المركزي، واليوم نُضرب ويعتقل أبناؤنا وإخواننا بسبب مسيرة سلمية تطالب ببيان يوضح حال المخفيين.

الفرق بين قواتنا الجنوبية والقوات التي خرجنا عليها أيام الحراك أننا خرجنا سابقًا نطالب بمساواة وعدالة ووطن، وكانت حالتنا مستورة، ولكن اليوم خرجنا ببطون خاوية نطالب بالمخفيين قسرًا، فانهالت علينا الرصاصات من كل جندي ومصفحة وطقم، فرددنا شعارات كنا نرددها معًا ضد الأمن المركزي الذي كان يقمعنا عندما كنا نخرج في مظاهراتنا، فآلمنا أن نردد شعارات سلمية تضرب بالنار ضد أبنا جلدتنا الذين ثرنا معهم سويًا، فسقونا بكأس طالما تجرعنا منه معًا.

سلمية تضرب بالنار في عدن، وضد من؟ ضد من فوض القيادة لتحميه من عاديات الزمن، ولكن للأسف ضربونا وطاردونا واعتقلوا أبناءنا وإخواننا، ولا سلاح لنا إلا ترديد: سلمية تضرب بالنار، فكم آلمنا هذا الشعار، فهل ستعيد القيادة ضبط عدادات جنودها الذين يتعاملون بوحشية ضد المواطنين؟ ومتى نرى الجندي يحمي المواطن في هذا الوطن؟

القيادة بحاجة لمستشارين حكماء، لا يقولون آمين على كل كلمة للقيادة، فالكثير من الموجودين اليوم من المستشارين لو ابتسمت القيادة، قالوا: آمين، وإن استمر الحال على ما هو عليه، فقولوا على القيادة ومشروعها الوطني السلام، والسلام ختام.