آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري مسيرة نضالية طوعية حافلة بالعطاء والتضحية الوطنية

الخميس - 08 أغسطس 2024 - الساعة 09:27 م

ابراهيم العطري
بقلم: ابراهيم العطري
- ارشيف الكاتب




نزل نبأ استشهاد الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري الصبيحي كالصاعقة بل فاجعة ما زلت اعيش في غيبوبة على إثرها.

وبالرغم من تعرض قلبي لصدمات مماثلة في فقدان اعز واغلى الرجال ولكن كان لذلك النبأ أثره الخاص على قلبي لما له من هول الصدمة فمنذ تلك اللحظة اعاني شعور غريب واكتئاب نفسي لم استطع وصفه.

ستة أيام منذ تلك الساعة التي تلقيت فيها نبأ استشهاد ذلك الرجل الشجاع والعقل الراجح والقلب الحنون والسيرة العطرة.

ويعد الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري الصبيحي من مواليد 1986م قرية الكديرا متزوج لثلاث (زوجات) وله (12)من الأبناء نشأ الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري في بئة ملئية بالمخاطر والخوف والقلق والتوتر النفسي والاجتماعي ذلك المجتمع القبلي المسلح الذي عانى فيه الكثير والكثير من المشاق والقضايا الاجتماعية.

وقضى الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري الصبيحي معظم حياته برفقه والده متنقلا بين مدن وارياف عدة من منطقة إلى أخرى حيث عاش لفترة محدودة في قرية (الحنجرة) بمديرية المضاربة والعارة محافظة لحج وعمل مع والده في (الرعي) لمرحلة ثم انتقل بمعية والده بعد ايام من الكد والجد في العمل إلى قرية نفاخة بمديرية طورلباحة محافظة لحج ليبداء الشهيد مرحلة جديدة من العمل على تربية النحل فطال الأسفار والتنقلات في عدد من المدن اليمنية وذلك بحسب المواسم المعروفة للعسل.

لم يتمكن الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري الصبيحي من مواصلة التعليم إنما كان ذو فطرة سليمة وذكاء فطري خارق لامثيل له فعرف بذلك الشاب البشوش ذو الاخلاق العالية واشتهر بالشجاعة والفراسة وإعانة الملهوف والانتصار للمظلوم منذ سن مبكر.

واصل مسيرة حياته في الاعتماد على نفسه في توفير لقمة العيش وبفضل الله ثم بدعوات والديه استطاع بناء مستقبله وتكوين أسرته الصغيرة ومنزله المتواضع واستطاع بهمته وعمله المستمر إيجاد وسيلة نقل من محصول العسل.

لم يكن الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري ممن يعشقون المال بقدر حرصه الكبير على كسب الرجال واللقمة الحلال وذلك بما يعينه ويغنيه عن السوال.

لقد انطلق الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري في معركته الحياتية بكل صدق وتوكل على الله فسخر الله له من الرزق مالم يخطر على بال أحد لما كان بارا بوالديه واهله ومحبيه.

وعند اندلاع الحرب في العام 2015م على مدينة عدن والمناطق الجنوبية انخرط الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري الصبيحي في صفوف المقاومة وكان أول المجاهدين الذين أعلنوا الدفاع عن الأرض والعرض واستطاع بامكانياته المحدوده تحرير قريته التي كانت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيد المليشيات فلم يكن الشهيد ممن شدوا الرحال إنما سافر إلى جبهات القتال وكان عنوان الصمود والنضال وخاض اشرس المعارك ابتدأ بجبهة عيريم طورلباحة وجبهة شعب وجبهة حيفان وعدد من الجبهات بالمديرية.

فيما شارك الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري في عدد من الجبهات امتدادا لجبهة مصنع الحديد الى جبهة صبر وجبهة العند وجبهة بئر احمد وجبهة الجحار وجبهة العمري ذباب وجبهة كهبوب وجبهة معسكر خالد وصولا لجبهة حيس الخوخة وبعد سنوات من الجهود الطوعية التي بذلها الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري الصبيحي في كل الجبهات قام الشيخ المجاهد البطل العميد حمدي شكري بدعمه ببعض الأسلحة والاطقم وبعد تحرير الجبهات بطورلباحة برفقة القائد البطل العميد حمدي شكري وتطهير عدد من المدن الجنوبية انتقل بمعية القائد الى جبهات حيس والخوخة بمحافظة الحديدة وعدد من المدن.

كان الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري يحضى بشعبيه وحب واحترام كل القيادات الأمنية بالصبيحة وخارجها وتمكن من معالجة الكثير من القضايا.

وكان يعتمد عليه القائد البطل العميد حمدي شكري في الكثير من المواقف لما كان مثالا يحتذى به في احترام القيادة وتنفيذ الأوامر والتعليمات وحب الخير للجميع.

وبالرغم من كل الصولات والجولات والبطولات التي لعبها الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري الصبيحي في مختلف الجبهات لم يكن الشهيد ضمن قوام القوات العسكرية التي تقاتل بالجبهات ولم يكن ممن يعشقون الشاشات ولم يبحث عن الشهرة بل أنه كان يعمل وفق روح طوعية لاينتظر الجزء من أحد ولا يفكر في المناصب ولا الرتب.

ولما كان الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري الصبيحي يحضى بثقل كبير عند الشيخ المجاهد البطل العميد حمدي شكري قرر ترقيته لرتبة عسكرية تكريما لبطولاته في ميادين الحرب ولكن كانت المفاجأة أنه لم يكن ضمن قوام اللواء الثاني عمالقة مما جعل القائد يصاب بالدهشة والاستغراب أن كل ذلك النضال والتضحية والفداء الوطني الذي سطره الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري ولم يكن ضمن قوام اللواء وان ذلك كان طوعيا.

فلم يهدى للقائد المجاهد البطل العميد حمدي شكري بالا حتى سنحت له الفرصة بأن يكرم الشهيد قبل وفاته بادراج اسمه ضمن قوام اللواء السابع مشاه الفرقة الثانية قوات العمالقة.

فقد كان الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري صاحب همة عالية ونشاط وحيوية في العمل صاحب مواقف نبيلة وروح إنسانية نادرة حيث كان مستقيما لله خالصا في توجهه مخلصا في عمله صادقا في قوله حريصا على أداء الصلاة في أوقاتها بالمسجد وادءالحج والعمرة وفعل الخير.

وقد كان الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري الصبيحي صاحب نخوة وشهامة وفزعة مع من عرف ومن لم يعرف وبتلك الروح الأخوية والإنسانية والخدمية استطاع أن يكسب ثقة المجتمع ومكنه الله من الكثير من الفرص التي جعلته في أعلى مرتبة من الدين والدنيا.

وبفضل ذلك التواضع والإخلاص والتفاني في العمل وحب الخير للجميع تمكن من معالجة الكثير من القضايا في مختلف المجالات فنال الحب والمال واللقمة الحلال وكسب الرجال.

لقد انطلق الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري الصبيحي في وقت مبكر من العمر لمعالجة القضايا بكل حب ووفاء واخلاص واعانه الله سبحانه وتعالى على حل الكثير من القضايا والمشكلات وكان سندا للشيخ المجاهد البطل العميد حمدي شكري في أطفأ لهب النار في معظم المناطق وهذا الفضل لم ينساه احد.

أثناء انطلاق الحملة الأمنية بالصبيحة كان للشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري الصبيحي الشرف في نجاح تلك الجهود من خلال تذليل الصعوبات ومواجهة التحديات وتعدي المراحل بكل سهوله ويسر وضمان حماية الدين والوطن من مخاطر الثأر والانتقام.

لقد لعب الشهيد الكثير من الادوار في اختيار الشخصيات والأوقات المناسبة للحلول مما سهل له التمكين من الأهداف واحرز له النصر المؤزر وحقق له الحب والتقدير والاحترام الكبير من كل أبناء الوطن.

وما عملية الاغتيال المدبرة التي تعرض لها الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري الصبيحي الا ردة فعل وانتقام خالص على مواقفه الوطنية والقبلية المهمة التي بذلها في أطفأ لهب النار وإفشال تلك المخططات الإرهابية الغادرة التي كان يعتمد عليها الأعداء لاشعال الحروب البينية في أوساط المجتمع الجنوبي وبالذات في قبائل الصبيحة لما لذلك الحروب من أثر على الجبهات بعد أن وجدوا أن الصبيحة كانت الترسانة القوية التي لم يستطيعوا اختراقها.

واغتيال الشهيد البطل النقيب سلطان بجاش العطري ظهر يوم السبت الموافق3اغسطس 2024م كان مسلسل مدروس وخطة مبيته لتلك الشرذمة الإرهابية الغادرة وهي بمثابة الرسالة لقيادة قوات العمالقة بأن الخصم اللدود قادر على استهداف كوادرها القوية وان المخطط قادم لكل قيادي وان الانتقام بات أمر ضروري لما مثلته تلك القوات النظامية من ترسانة ضخمة لمواجهة التحديات ولما أفشلت من مخططات كان الاعدا والخصوم يستغلها لتخفيف الضغط على جبهاته في مختلف المدن.

كذلك أتى الاستهداف في وقت حساس جدا ربما كان محاولة لخلط الأوراق وإشعال النيران في المدن والقرى المحررة وتفكيك النسيج الاجتماعي خصوصا وأن مسلسل الاغتيال أتى في ظل احتدام الخلافات السياسية بالعاصمة عدن وبالتزامن مع المظاهرة التي دعى إليها أنصار المختطف المقدم علي عشال الذي يترتب عليها الكثير والكثير من الاحتمالات والتوقعات.

فهل يدرك أولئك الجبناء أن الوطن غني بالرجال وأنه يمتلك الكثير والكثير من القادة العسكريين والشخصيات الاجتماعية والقبلية المهمة التي لايستطيع احد اخفائها وان الابطال لن تموت دفعة واحدة فكلما سقط بطل أعقبه الف بطل وستظل أرضنا ولاده للابطال المجد والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى الحرية للمعتقلين اللعنة على القتلة العملاء والماجورين.

~كتب ابراهيم العطري في 8اغسطس2024م~