آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


أوراق الكلينكس

الخميس - 08 أغسطس 2024 - الساعة 12:50 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب




أوراق الكلينكس قد تبدو ناعمة وطرية في ظاهرها وهي وسيلة لإخفاء الكثير من العيوب و الأوساخ لقدرتها على إمتصاص تلك العيوب  والأذران  فهي في الغالب تؤدي وظيفة وقتية  وهي مصنوعة لتلك الغاية ازالة القاذورات عن الأخرين  حتى تبقى تلك العيوب سمة لها ودائمة الالتصاق بها وسريعا ما يتخلص منها وما علق بها في أقرب زبالة دون الانتباه لما حملته وبمجرد تأدية وظيفتها تفقد أهميتها.
وللأسف أصبح بعض البشر لا يختلفون كثيرا عن أوراق الكلينكس فقد ارتضوا لأنفسهم أن يتجردوا من انسانيتهم و كرامتهم و ٱدميتهم ليكونوا بمقابل مادي قد لا يساوي شيء مما يؤدونه من أعمال قبيحة ومشينة تتنافى مع أبسط المشاعر الأنسانية وأدنى الأخلاق الٱدمية فيصبحون أوراق تخفي عيوب غيرهم  وهم يعلمون أنهم في أقرب منفى للقمامة سيرمون  لكنهم ذو نفوس دنيئة ترتضي أن تكون الشماعة التي يعلق عليها أخطاء غيرهم طالما تقبض ايديهم الثمن ولو كان ثمنا وضيعا.
هم كأوراق الكلينكس ربما يظهرون الوداعة في الوهلة الأولى والمظهر الجميل والملفت لكنهم سريعا ما يتلوثون بذنوب غيرهم فيحملون تلك الأوزار نيابة عنهم  ومثل هؤلاء الشريحة من أوراق الكلينكس ربما يكونوا أفرادا أو جماعات وهيئات جعلت من نفسها كساء ناعم يخفي مساوئ غيرهم .
فرب بعض أوراق الكلينكس تنتظر وهي تؤدي وظيفتها الوقتية في مسح عيوب الأخرين المقابل المادي الذي تظن أنه مجز لما قدمته وهي قد تمرغت بالاثام والعيوب التي طمست كل معالم انسانيتها وربما تنتظر كلمة شكر أو ثناء ممن تظن أنهم أصحاب الفضل عليها وهي قد سقطت في مستنقع الرذيلة وتمرغت في بؤر الضياع .
فهي أوراق فشلت في أن تكون صاحبة دور إيجابي في حياتها وحياة القريبين منها وحياة المجتمع ككل فتشعر بالنقص لعدم قدرتها على التفاعل في انجاز أعمال تكون سببا في  اسعاد من حولهم وهي تشعر بأنها نكرة فذهبت تبحث عن أعمال تجعل منها معرفة ولانها مجردة من كل نوازع الخير ولا تمتلك من مقومات النجاح شيء  تعلقت باستار المعارف المبهم عنها النفع والمعروفة بانغماسها بالٱثام حتى تصبح من المعارف ولو كانت معرفة مذمومة وحضورها وقتي سريع الزوال.
‌فلكل من رضي بأن يكون ورقة كلينكس أن يراجع نفسه لأن التاريخ سيسجلهم في صفحاته السوداء المظلمة ويشار اليهم بالبنان واللسان بانهم كانوا اوراق كلينكس محددا الزمان والمكان.
‌عصام مريسي