آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


ملف الرعاية الصحية

الأربعاء - 07 أغسطس 2024 - الساعة 05:56 م

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


بين صرخات الألم و زخات الوجع يئن قضاة و موظفي السلطة القضائية و بمختلف اللكنات المحلية ما بين كلمة اي وكلمة آه وكلمة واهابوي وغيرها من مفردات لكنتنا المحلية وان اختلفت طريقة النطق بها فإنها تعبر وبأسلوب قشيب عن ما يشعر به قضاة و موظفي السلطة القضائية من شدة الألم ، فقضاة وموظفي السلطة القضائية لازالوا يوجهون أبصارهم عند كل شروق شمس وغروبها قبل ملف الرعاية الصحية والذي أصبح يحتوي على الكثير من الأوراق والكثير من الدراسات والتي لا نعلم عن نتائجها شيئا ، ولكننا نعلم جيدا اين يرقد زملائنا واخوتنا من قضاة وموظفي المحاكم الذين كانوا بالأمس بيننا يتألمون بصمت أصبحت المقابر المنتشرة في محافظة عدن هي سكناهم ، تساءلت لماذا لا يجد أصحاب القرار في مجلس القضاء الأعلى الحل المرضي لهذا الملف؟ هل مجلس القضاء الأعلى على اتفاق مسبق مع رابطه القباريين المحلية على اقتسام ارباح المقابر؟ أو أن مثل هذا الملف يحتاج إلى قرار ثقيل لا يقل وزنه عن قرار جمهوري أو ان هذا الملف يحتاج إلى قرار حكيم يصدر من مجلس التعاون الخليجي يفتح له الباب نحو التنقيد،،
لازلت احسن الظن بمجلس القضاء الأعلى في إيجاد الحل ولازلت أتأمل من مجلس القضاء الأعلى أن يتوجه الى بعض المرضى من قضاة وموظفي السلطة القضائية حتى يكون في بث مباشر وحصري ليرى بأم عينه صوره حقيقيه لحجم المشكلة التي يعيشها المرضى في ظل الغلاء الفاحش للرعاية الصحية والذي طال حتى المستشفيات الحكومية ، اتمنى من مجلس القضاء الأعلى أن يرى بأم عينيه حال مرضى القضاة والموظفين المالية والذي لا تسر صديق ،،
التأمين الصحي له من المزايا ما يكفل لقضاة وموظفي السلطة القضائية رعاية صحية طالما انتظرها الجميع ، لازلت اصر مجتهدا خلف اقتراح تحييد النقابات بكل اشكالها و مسمياتها عن هذا الملف لأن هدف النقابات قد ينحصر في تحقيق المصالح والانجازات والبطولات التي تعطي النقابات ذلك الحق بتباهي في الوقت الذي لا تكثرت فبه النقابات لوفاة القاضي هذا أو لوفاة الموظف ذاك طالما و ان الشر بره و بعيد كما يقول اشقائنا من مصر ، بينما لازلت أصر على تشكيل لجنه كل اعضائها من المرضى فهم أصحاب المصلحة الحقيقية في حل هذا الملف وإخراجه من غياهب الادراج الى فرحة القرارات ،،
ملف الرعاية الطبية لازال يسرق انتباهنا ويذغدغ مشاعرنا ، فنحن لا نكاد ننتهي من مراسم دفن أحد من الزملاء حتى نتفاجأ بوفاة زميل آخر ، البعض من الاصحاء لازال يتساءل و بنوع من الاستهجان لماذا اكتب دوما عن الرعاية الصحية؟ فنظرت بحزن عميق إلى اولئك وانا ابحث عن مفردات تكون أكثر فصاحة وبلاغة مني في الرد فلم أجد سوى أن أذكر هؤلاء الاصحاء بأن الصحة لها فترة صلاحيه تنتهي مع أفول الشباب ،،