أما اليوم فكنت على موعد مع الصباح أيضا ، غير أن الشاطئ في هذا الصباح كان أجمل من ذي أمس ، إذ أصبح البحر في حالة جزر ، الأمر الذي جعل الساحل منبسطا نقيا بهيا ، مفروشا بالرمل الفضي ، الذي ينافس ضوء الشمس - عند إطلالتها - بريقا وتألقا ، فضلا عن انتثار القواقع والصدف والمحار على سطحه ، إذ أضحى وكأنه ثوب عروس مطرز بفصوص اللول والكرستال والجوهر ...
عند ذلك انطلقت سيرا على الأقدام ، يداعبني النسيم العليل ، وتغازلني الشمس بشيء من أشعة ضوئها ، فضلا عن أمواج البحر الهادئة التي تقترب مني ثم تنأى ، وكأنها طفل يركض نحو قرينه ثم يهرب يريد منه أن يتبعه .
الله الله كم أنت جميلة ياحاضرة بحر العرب لو لم يتول أمرك المفسدون .