آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


ممنوع التعبير

الأحد - 04 أغسطس 2024 - الساعة 12:53 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب



ما يحدث اليوم من استمرار تكميم الأفواه وإخراس الالسن وتعميم الأعين ومنع حتى المتألمين من اطلاق صرخات أوجاعهم أو إعلان استنكارهم مما يحدث لهم  أو التعبير عن مواقفهم لما يتعرضون له من تجويع وظلم وقهر .
فقد وصل الفجور في استخدام سطوة السلطة إلى أعلى درجات العنجهية في استعراض القوة المفرطة المحتملة الأستخدام ضد المتظاهرين الذين جاء الكثير منهم  للتعبير عن قلقة لحالة معينة ربما أصابته أو تعرض لها قريب له أو أحد أفراد المجتمع أو حتى البوح بما يدور في نفسه من استمرار تفاقم الأوضاع نحو السوء ومن سيئ ألى أسوأ .
أن استخدام تلك الأساليب البعيدة عن المدنية واحترام اراء الأخرين وتقبل النقد طالما يصب في عجلة تصحيح الأوضاع ورفع الظلم  ومحاسبة الفاسدين الذين يتسترون بمناصبهم ووظائفهم ومواقعهم الحساسة من أجل ممارسة الظلم والطغيان والعبث بمقدرات الوطن وإذلال المواطن  ويمارسون كل أشكال الأجرام ضد الأنسان وهم يظنون أنهم بعيدين عن المسألة وفي منأى عن المحاسبة لأنهم هم من يصنعون الأمن و يحققون الوئام كما يزعمون وهم وحدهم من يبطشون بمن أرادوا تأديبه على خلاف القانون طالما أصبح يشكل مصدر قلق لهم  أو  قلق للنظام كما يتذرعون بتلك الألفاظ لممارسة البطش المقنن في شرعهم و قوانينهم.
أجهزة أمنية متعددة الأسماء والأوصاف و اللباس  والأنتماءات والولاءات ومعدات وقيادات وأسماء رنانة لم تحقق للمواطن أدنى درجات الأمن والاستقرار فهنا جريمة وهنا مصدر عنف وهناك  اختلالات وتلك مفاسد يأن منها الوطن والمواطن وخروقات للقوانين والأنظمة جهارا نهارا لا تتحرك تلك المسميات الأمنية من أجل تغيرها أو ايقافها لكن إذا حاول المواطن الإنكار  أو التعبير انطلقت جحافل المعترضين مستعرضين كل مظاهر القوة المختلفة.
لهذا يستغل المغرضون والمتربصون تدخل قوة السلطة والأجهزة الأمنية لتحويل كل حالة عن التعبير السلمي ألى حالة من الفوضى لكن إذا تجردت قوى الأمن من كل مظاهر القوة في مثل تلك الحالات السلمية للتعبير لفوتت  الفرصة عليهم لكن أنى لها أن تتخلى عن عنجهيتها وتعاليها لتشعر المواطن بهيبتها المزعومة.
فلو ترك المواطن والمتظلم و صاحب الحاجة للتعبير عن مطلبه والسماع لصوته ولو من بعيد والتفاعل مع الحدث بعقلانية وحذر شديدين  تفهم لما تفاقمت الأمور وتحولت المطالب السلمية إلى نزاع وصراع وإطلاق نار وسقوط جرحى وقتلى وانتشار للشغب والعنف.
فقط دعوا الامور تسير مع الرقابة السلمية العقلانية دون استخدام القوة لمعالجة الامور و  اخضاع الأخر وتحويله إلى ند في صراع كان غير محتمل الوقوع لولا العنجهية السلطوية.
عصام مريسي