آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


غزة ـ هذه قيادتنا ـ فأروني قياداتكم .. أيها عالم !

الأحد - 04 أغسطس 2024 - الساعة 12:49 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب





لن يقدم أو يأخر التخاذل العربي والإسلامي، فقد أصبح شريك في تسهيل رقاب المقاومة، بل ووصل بهم الحال إلى حمل مالم يستطع عليه العدو، فقد قدموا رقابنا قربانا للعدو!
أروني أيها العالم كله، هل لديكم قيادات مثل غزة؟
إننا نعلم وتعلم البشرية، إن إغتيال ـ إسماعيل هنية ـ لم
يكن الصهاينة وحدهم من اغتاله، بل أغلب حكام العالم، شارك فيه!
والدليل إن العالم وسلطاته التي لا تؤمن بالأمن للشعوب، ولا منظماته المزعومة للحقوق والحريات، لا تستطيع تحرك ساكناً أمام كيان غاصب ضعيف، لولا التأييد الكبير من قبل مجرم حكام العالم!
كانت قيادات (غزة) في الميدان تدفع الثمن باهظا إلى جانب شعبها المكلوم!
كانت أيام عجاف، والكون شاهدا عليها ويسمع صياح فتياتنا وأطفالنا...
بل أبصر من كان أعمى البصر ، أبصرته الجروح وقوافل الشهداء اليومية، كانت القيادة في غزة مثل شعبها يشيعون جثامين ضحايا الإجرام الدولي....
ويصبح شعب غزة يعلن بأنهم فخورون بقيادتهم؛ لأنهم يشربون من نفس الكأس الذي يشربون منه، مع قياداتهم التي تعيش معهم، وليس في الابراج كما يدعي الساقطون من الناس، بل يعيشون ما يعيشه الشعب، حتى وإن اختلفوا في المكان والزمان!
لقد ضاقت الدنيا بما رحبت بحكام العالم كله، حسدا من عند أنفسهم، إن يرون تلك القيادات ؛ لأنهم عاجزون أمام تلك الهامات الطويلة والتي لاتقارن فليس لها مثيل، في دواوين الكراتين الورقية والاصنام الخاوية والهشة اليوم!
نحن نعلم أن قيادة (غزة) التي ترفع الرأس ، لم تنتقم لها الأنظمة حول العالم، كما لم تسندهم بشربة ماء، أو حبة دواء، أو رباط يجبر كسور العظام أو مهدئ للألم...
يكفيكم يا أهل غزة أنكم قاهرون المجرمون، والظلمة والمستعمرون الجدد!
يكفيكم أنكم في أرض الاحرار، والرباط شعبا وقيادة!
فهل لديكم إيها العالم ما لدى غزة... ؟
تذكرنا هذه اللقطات وهذه الصور الحية، من غزة شعبا وقيادة، بأيام المصطفى صل الله عليه وسلم، هو وأصحابه حينما ربط الجميع على بطونهم من شدة الجوع، كان القائد وسطهم تنظره العيون المجردة مباشرة...
فقد كشفت غزة الزيف والكذب الدوليين، وهم ينظرون إلى المعاناة والجنائز والتدمير المنظم والإرهاب التي تمارسه السلطات الصهيونية خلال هذه الحرب التي تشنها بضؤ أخضر من عصبة الأمم ، للأسف الشديد!
لقد وضع أحرار العالم وشعوبها صور المقاومين في فلسطين وقيادتها أيقونتهم ورمزا من رموز التحرر الوطني!
وأصبحت للعيان في كل تواجد الإنسان حول العالم!
إنه الشعب الذي لا ترى فيه فئات المجتمع متميزة عن غيرها، لقد رأيت صحفي من غزة يأتي يشيّع جنازة والده على عربة يجرها حصان وهو بملابس العمل الصحفي ....
بل ورأينا (وائل الدحدوح) والكل شاهد ماذا فعل به الاحتلال ؟!
لايشغلهم عن عملهم شاغل...
واليوم نرى القيادة تلحق بقوافل الشهداء وقد سبقهم من عوائلهم في النسب إلى جانب شعبهم شعب الجبارين...
أروني أيها العالم ، هل عندكم مثل قيادات غزة؟!
هل رأيتم الانكسار أو الانيهار، في القيادة؟
إن تلك العظمة التي يتصاغر أمامها كل حكام العالم، تأتي بها رياح النصر في نفوس البشر ، وتصنع منهم البسالة، والرجال الذين لا يعرفون الاستسلام، بل يعرفون الثبات فهم جبال تسير على الأرض ، فمنهم يتم تصدير هذه الأصناف النادرة من الرحال إلى كافة بقاع هذا العالم...
وبهم تقوم حركة التحرر الوطني!
فقد حان وقت النصر يا أهلنا في فلسطين، وإقترب الوعد الحق فلا تبرحوا أماكنكم أيها الرجال! ..إنما النصر صبر ساعة!
وأنتم اليوم، وقد تخلى عنكم القريب والبعيد، وعجز عنكم المحب والمتعاطف، لكن بقي الله ناصر عباده المستضعفين، فيا أهلنا في فلسطين و غزة العزة ورجالها الغر الميامين، فقد عجز العدو وذهب يقاتل بميادين الفشل ، حينما يقتل الأطفال ويدمر المدارس والجامعات والمعاهد، ويقطع الطرق ويمنع الخبز، وووو....
إن فلسطين أرضها وسمائها ،شبابها وأطفالها، رجالها ونسائها،قادتها وجندها، مساجدها ومدارسها وبيوتها، قد تخلى عنهم مجلس الإرهاب الدولي، لكن لازالت قادة هذا المجلس لايرون الاستسلام في هذا الشعب ، بل وأعطتهم فلسطين كل فلسطين، دروساً في الاستبسال والثبات ....
فهل رأيتم أيتها البشرية, مثل هذا الشعب؟!!!