آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


إسماعيل هنية ـ دفع ماله وأولاده ونفسه، في سبيل قضية الأمة!

الخميس - 01 أغسطس 2024 - الساعة 02:14 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




يعتبر إسماعيل هنية أحد أبطال الأمة التي تزخر بها في كل زمان، وها هو اليوم يرتقي إلى جانب عظماء الإسلام عبر التأريخ المزدهر لهذه الامة، أنه لازال فيها من يقول للطغاة والمستبدين والمستعمرين قفوا!
هذه الكلمة في هذه الآونة الأخيرة لم تكد تسمعها في قيادات الصف الأول للأمة اليوم كما يسمونها ويطلقون عليها أنها تمثل الأمة وتطلعاتها ، ولكن للاسف تجد الكثير منها قد وجه وجهه شطر واشنطن وتل أبيب يتمسح ويأخذ منها صحوك البقاء في الحكم ولوا لحظات أو يأخذ منها دروسا يقوم بتنفيذها كي ترضى عنه...
إن إسماعيل هنية رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، كان بإمكانه أن يظل آمنا بل ويجني الراحة والأمان له ولأسرته؛ لكنه فضل قضيته، قضية الأمة قبل فلسطين وأنذر نفسه وماله وعياله في سبيلها، وهذا يذكرنا بالجيل الأول للأمة، والمجاهد الخالص في سبيل الله...
كان إسماعيل هنية تقبله الله شهيدا عنده، يدرك إن أسهل بلد ممكن أن يستهدف فيه هو طهران ، فالاغتيال قد وقعت لشخصيات كبيرة فيها، وهذا ممكن أن يستهدف!!!
لكن إلى أين يذهب حتى يأتي بالمساعدات أو حتى مواقف سياسية تربك العدو الإسرائيلي ومن خلفه...
لقد أغلق العالم المستبد الظالم كل أبوابه أمام كل فلسطيني ومسلم وعربي غيور...
بل حتى المحيط العربي بفلسطين أغلق الباب في وجه كل مقاوم...
لم يبقى غير أمرّها وأصعبها أمام الهامة العظيمة في تحمل القيادة، فخاض إسماعيل هنية رحمه الله ، تلك الأبواب والطرق الشائكة وهو يعلم بخطورتها، لكنه المجاهد الذي لا يولي الادبار!
كان بإمكانه البقاء في (قطر أو إسطنبول أو مصر أو الجزائر أو المغرب) أو غيرها من الدول التي يزورها، وتلك الدول ليست في حالت حرب مع إسرائيل، ولديها " حصانة " دولية على عكس إيران، وهي في حالت حرب مع إسرائيل.
لقد أقدم بطل الأمة، إسماعيل هنية، رحمه الله , بما يخدم قضيته التي حملها وقدم لها الغالي والنفيس هو وكل الشعب الفلسطيني البطل والمقاوم ، على حساب أمنه الشخصي. ومهما وفرت له طهران من حماية فلن تكون أكثر من حماية مسؤول برنامجها النووي، أو عماد مغنية، أو قاسم سليماني .
إن تفوق إسرائيل العسكري ومن خلفها أقوى دول العالم وعلى رأسها أمريكا، وكلها تعمل من غرفة عمليات واحدة...
لا إله إلا الله...
ما أعظم المجاهدين حتى وإن كانوا قلة مستضعفة، لأنها لاتقف إلا بالله القادر على إرباك منظومتهم العسكرية...
لقد أستشهد الكثير من ابطال الأمة وهذا هو طلبهم من الله!
لكن لا يخمد الجهاد ولم تنطفئ جذوته!
نعم، لابد من دفع التكلفة ، وهذه التكلفة فاتورتها كبيرة عند عشاق الدنيا، ولايستطيعون دفعها.!
لكنها بالمقابل سهلة ورخيصة وغالية بنفس الوقت عند عشاق الجهاد والحرية والعدالة والكرامة!
وهاهو بطلنا وبطل الأمةـ إسماعيل هنية ـ قد دفع ماله وأولاده ونفسه، وهاهو اليوم يرتقي إلى أعلى مراتب أمجاد الأمة الأولين والمعاصرين.
فسلام عليكم يا أمجاد الأمة اليوم ويوم تبعثون ، وسلام لأهلنا في فلسطين كل فلسطين في الداخل والشتات ، وتحية لهذا الشعب شعب الجبارين الذي لا يهزم!