آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


اطلاق النار في الاعراس اصبحت عادة مقززة وقد يأتي ورائها الحزن وتعكير صفو الاهالي

الأربعاء - 31 يوليه 2024 - الساعة 08:32 م

ياسر القفعي
بقلم: ياسر القفعي
- ارشيف الكاتب


كتب! ياسر القفعي.

من حق أي إنسان أن يفرح بإقامة عُرسه ، ومن حق أي اسـرة أن تحتفل بهذا العُرس ، ومن حق الأهل والأصدقاء والجيران أن يشاركوا أي عزيز وصديق وأخ بفرحة العمر ، لكن كل هذه الأفراح يجب أن تكون في إطار المعقول ، وأن لا تتجاوز هذا الحد ، فأحداث الفوضى وإطلاق الرصاص بشكلاً عشوائي وكبير جداً ومُبالغ فيه امـر يُحب أن يُنظر إليه من المجتمع قبل جهات الدولة ، لما في هذه الظاهرة التي أصبحت عاده دخيله بين اوساطنا ، وهى عاده نكره ومقززة وقد يأتي من ورائها الحُزن وتعكير صفو الأهالي وينتج عن تلك الحركـات السيئه قتل أنفس بريئة لا قدر الله.

اطلاق الرصـاص بمختلـف ألوانه وأشكاله في الاعـراس في مدينة لودر كـل يوم وبشكل همجي امـراً يحتاج الى الوقوف عنده ، وعلى المجتمع وضع قـانون ملزم يمنع هذه الاشياء السيئة ، فاطلاق الرصاص خطر جسيم وازعاج لسكينة العـامـه بحد ذاته ، عطفاً عن سقوط قتلى لا قدر الله أثر الـراجـع ، وكذلك أحـداث اضرار جانبيه ، تحل بالمنازل والسيارات المركـونة عند البيوت القربية من أماكن هذه الاعـراس ، أضف إلى ذلك ازعـاج المرضى وكـبار السن وإرهـاب الاطفال والنساء ، وما قد تتسبب به هذه الاعيـرة المفروغة على المصالح العامـة كحال المولدات الكهربائية التي تغذي الاحياء السكنية ، والأضرار بخزنات المياه.

فهل نرى مجتمع متحضـر أو صـاحب عُـرس يمنع هــذه الظاهـرة السيئة في نهار عُـرسه ؟. وهل نرى شباب يقدمون على منع إطلاق النار في تلك الافراح التي قد تتحـول أحياناً الى أحـزان بسبب الراجع ؟. وهل نرى الجهات الأمنية تشحذ الهمم لمحاربة تلك الفوضى الغيـر مرغوب بها في وسط المدن المكتظة بالسكان ؟. أين العُقـلاء والمثقفين والأكاديميين ؟. ما يحصل في الاعـراس في مدينتنا الحبيبة لودر يشبه الى حـد كبير الاشتباكات العسكرية في الجبهات القتاليه بل ويزيد على هذا أضعاف مضاعفة ، وهـذا شيئاً مؤسف والله.

اقامـة الاعـراس يومياً في مدينة لودر وإطلاق كل هذه الاعيـرة النارية أمراً محزن ينم عن تخلف المجتمع وعـن السلوكيات السيئه ، كما أن إطلاق هذه الكـم من الرصاص الحي أثناء إقامة الأعراس غير مقبول البتة ، وأن من يقوم به يعد شخص ارهابي ، ولا يفرق بينه وبينهم شيء ، أغلب الفترات وإذا بالمكان يسوده الهُدوء العام والمجتمع بوضع استقرار جيد إذ بإطلاق النار بشكل عشوائي جداً ، يُخيل لك أن اشتباكاتً ما حصلت بين فيلق وآخر أو عصابة وأخرى ، ومع تتبع الأخبار تجد الإجابة النهائيه ، أنه عُـرس الشخص الفلاني ، فإني بهذا الشخص أراد أحداث هذه الفوضى والازعاج وقد ربما قتل نفس مطمئنة هادئة اتتها رصاصة راجعـة أطلقها شخصاً طائشاً لا يعي معنى الإنسانية واحترام حقوق الجار ولا يتخلق بالصفات الحسنة التي دعا اليها ديننا الإسلامي الحنيف.