آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


تهامة رقعة الأرض المقهورة

الثلاثاء - 30 يوليه 2024 - الساعة 12:58 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب



تهامة هي السهل الساحلي الغريب ومن أشهر مدنها عبر التاريخ زبيد ومدن أخرى وهي رقعة من الأرض بيضاء امتاز أهلها ببساطة حياتهم وانشغال معظم  سكانها بالزراعة وصيد الأسماك وممارسة بعض الحرف والمهارات اليدوية.
ولإن تهامة  رقعة واسعة ومساحات زراعية مع ما يمتاز به سكانها من البساطة والوداعة واهتمامهم بالحياة المدنية والعلمية الشرعية مع مخالفتهم لمعظم سكان المملكة المتوكلية وخاصة مناطق شمال الشمال في المذهب الديني كانت تهامة مطمع ومرمى لسهام المخالفين والطامعين لاستغلال الأرض التهامية والأنسان التهامي البسيط  .
‌حرم التهامي من كثير من الحقوق المدنية والسياسية فلم يكن لهم الحق في المشاركة في أي من المناصب السياسية أو الوظائف العليا بل صنفوا عبر الحقب التاريخية المتعاقبة للمملكة المتوكلية ثم لحكومات ما بعد الإطاحة بالمملكة وقيام النظام الجمهوري وحتى اليوم بإنهم مواطنون من الدرجة الدنيا لهذا تم تقنين وشرعنة نهب أراضيهم تحت مسميات مختلفة إعمار استثمار  ومشاريع تخص الدولة  ومشاريع تنمية القوى الأمنية والعسكرية وهي في واقع الأمر عمليات لنهب الأراضي الممنهج لمصالح متنفذين في النظام الزيدي الذين صوغوا لأنفسهم نهب الأرض التهامية والبسط عليها  وإذلال الأنسان التهامي.
‌فكان المارد التهامي من وقت لأخر يشتعل غصبا لاستعادة الحقوق لكنه سريعا ما ينكسر ويعود ادراجه دوم تحقيق شيئ من مطالبة  
‌لهذا لم تنعم تهامة بخيرات ارضها التي تضم الموانئ التي تعد الشريان للملكة المتوكلية ثم حكومات النظام الجمهوري حتى زمن اجتياحها من قبل قوى الحوثي الذي استمر في ممارسته لنهب مقدرات أرض تهامة وإذلال الأنسان لنفس الأسباب السابقة كونهم من منطلق مذهبهم الأثنى عشري ينظرون للتهاميين بأنهم مواطنون من الدرجة الرابعة وأنهم وأرضهم مستباحون وليس عليهم إلا الرضا بما يمنح لهم من الحقوق بل تبعا لذلك عليهم تقديم الولاء والشكر والانقياد.
‌وها هي اليوم تتعرض للتدمير وقتل ابنائها بسبب عنجهية الحوثة وعدم تقديرهم للامور. فيما يسميه الحوثي بالغضب من اجل غزة فكانت الحديدة ارضا وانسانا عرضة لهجمات اسرائيل وتدمير المنجزات وتهديد الأنسان.
‌فهل ينهض المارد التهامي ويستعيد حقوقه المسلوبة وتنطلق شرارة مقاومة القوى الحوثية المغتصبة لأرضه.
‌عصام مريسي