آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


عدن وحرب الأستنزاف

الإثنين - 29 يوليه 2024 - الساعة 02:46 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب




مازالت عدن والمحافظات الجنوبية تتعرض لحروب تستنزف قواها المادية وبناها التحتية ومحاولات مستميتة و ممنهجة لشق النسيج الأجتماعي المؤتلف بين جميع شرائح المجتمع المدني من خلال زرع الفواصل الأجتماعية واحياء النعرات القبلية وخلخلة اللحمة الوطنية والمجتمعية التي يتصف بها الأنسان في عدن وجميع محافظات الجنوب.
دون شك أن القوى التي وقفت على نظام الحكم بعد ما تسمى بالوحدة المزعومة والمنقوصة الحقوق وعائمة الواجبات بين من تجرؤوا على صوغ تلك الوحدة المشؤومة والتي مازالت قوى خلفا لهم تسعى جاهدة لمحاولة الأستمرار فيما يسمى بعبثية التوحد الذي أفرغ من كل محتواه بعدما انهارت قواعد تلك الوحدة تحت سطوة المدافع وأزيز البنادق وعنجهية القوى المتبجحة بعد اغتصابها النصر الموهوم باشلاء ودماء الابرياء الذين أصبحوا هدف لافواه مدافعهم ونقطة لتوجيه صواريخهم بعيدة ومتوسطة المدى كأسلوب ضغط لتضييق الخناق على المواطن في عدن وبعض المحافظات التي كانت هدف لهم .
ليأتي اليوم من يريد أن يطمس ذلك التاريخ الأسود للوحدة المبتورة الأهداف و المنزوعة المبادئ و يتشدق بعبارات رنانة عن الاتحاد والوحدة التي لم تكن للمواطن في عدن ومحافظات الجنوب إلا وبال وخيبة امل في حلم ظل يراوده أعوام لكن عندما تجلى على الواقع بات كابوس أرق الأنسان الجنوبي للفوارق بين النوازع الوطنية التي حملها الجنوبيون وهم يحققون حلم التوحد ونوازع العنجهة ورغبة الاستيطان والالغاء وهضم الأخر بعد التهامة والنوايا المفعمة بالوطنية والقومية والدينية والنوازع المفرغة من الوطنية والمملؤة بالمطامع والأحقاد.
لمثل هؤلاء يردد الجنوبيون الوحدة حلم بعيد المنال ولن يرضا الجنوبيون بنسخ التجربة مرة أخرى قبل إعادة هيكلة الأهداف وتصحيح الأوضاع بما بحفظ للجنوبيين حقهم في التكافؤ إذا قدر للاجيال القادمة إعادة الخوض في تجربة جديدة على المدى البعيد.
لا شك أن عدن والجنوب عامة يتعرض لاستنزاف مقدراته الاقتصادية من خلال ضرب كل البنى التحتية للاقتصاد
الانتاجية والخدمية .
كل تلك الحرب الاقتصادية والشرسة التي تتعرض لها الأرض الإنسان في عدن والجنوب عامة لم تثنيه عن مواصلة عجلة البناء الاقتصادي ومحاولة افشال كل المخططات التي تتعرض لها عدن وكل الجنوب منذ العام 19990م وحتى اليوم رغم اختلاف مصنفات تلك القوى الحاقدة والمتإمرة على الأرض و الإنسان واختلاف مشاربهم ونواياهم وأهدافهم وأجناسهم لكنهم يلتقون تحت غاية سوداء هي النيل من كل مقدرات الجنوب واستنزاف قواه وإيقاف عجلة التنمية حتى يبقى الأنسان في الجنوب سلعة تباع وتشترى لكن هيهات أن ينالوا مرتدهم فالوطنية هي سمة ملازمة للانسان الجنوبي والصبر هو عنوانه الأبدي مع اتباع كل السبل في النضال السلمي لتحقيق مبتغاه.
ومن صور الأستنزاف الذي تتعرض له عدن والجنوب عامة هي محاولة زرع قيمة غير أخلاقية رخيصة وهشة كالفساد الإداري والأخلاقي كالرشوة و المحسوبية واختلاس المال العام تحت مسميات جديدة كالفهلوة والشطارة واغتنام الفرص لكن كل تلك الرذائل مفضوحة وممقوتة لا يتلبس بها إلا ضعاف النفوس وهم قلة يشار اليهم بالبنان وينظر اليهم بعين الانتقاص لا يأبه لهم بوزن أو احترام وسرعان ما تزول سطوتهم وبريقهم.
فالجنوب ليست سلعة يتاجر بها البعض تحت مسمى الاتحاد ولا من يتاجر بها تحت مسمى القومية والوطنية من منطلقات تدعو إلى تمزيق لحمة الجنوب والعودة إلى عهد المناطقية والقبلية البائدة لتحقيق أهداف وغايات باتت معلومة ولجهات سقطت اقنعتها مع مر الأيام وانكشفت أهدافها وغدت ممقوتة عند عامة الجنوبيين .
فالجنوب ينهض نحو استعادة كرامته بعيدا كل المشاريع الناقصة التي تهدف لابقائة تحت التبعية والإذلال .
عصام مريسي