آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:03ص


الشرعية..وياليتني مت وانا أؤذّن

الأحد - 28 يوليه 2024 - الساعة 09:25 م

عدنان حجر
بقلم: عدنان حجر
- ارشيف الكاتب


عشر سنوات حوارات ولقاءات ونقاشات شرعية حوثية أممية ..والشرعية تتنازل للحوثي مجانا وبدون مقابل من أجل الشعب ومن أجل السلام كما رددت ذلك في تصريحاتها ..وفجاة جاء الامل واصدرت قراراتها التاريخية عبر بنك مركزي عدن وعبر عدد من الوزارات ..وقالت الشرعية أنها لن تتراجع عن قراراتها وقالت بأنها لن تتحاور مع الحوثيين الا بشروط..فهلل الشعب وكبر وعن دعمه للشرعية عبر وحذر عن التراجع من حذر فكانت الفاس في راس الشعب وفي مقدمتهم محافظ البنك المركزي ...

تراجعت الشرعية ومن أجل الشعب طبعا أنقذت الميليشيات الحوثية وحولتهم من مهزومين إلى منتصرين .. من أجل الحوثيين فرطت بالكرامة والسيادة وخذلت المعبقي المسكين الذي كان يعتقد أن الرئاسي هذه المرة جاد جدا .. لكن الشرعية اصيلة وبنت ناس ومش ممكن أنها تزعل الحبايب ولا تخسر الودائع متمسكين بحبل الشيطان وكرسي السعودي والدولار ..

وابت الشرعية إلا أن تثبت أنها ذلك الديك الذي كاد أن يموت وهو يحاول أن يبيض..ديكا كان يؤذن عند فجر كل يوم ..وذات يوم قال له صاحبه :-أيها الديك لا تؤذن مجدداً وإلا سأنتف ريشك .فخاف الديك وقال في نفسه “الضرورات تبيح المحظورات”..أتنازل و أنحني قليلا للعاصفة حتى تمر ، حفاظا على نفسي..فهناك ديوك غيري تؤذن على كل حال...وتوقف الديك عن الأذان..ومرت الأيام والليالى والديك على ذاك الحال...وبعد أسبوع جاء صاحب الديك وقال له :-أيها الديك إن لم تكاكي كالدجاجات ذبحتك..فقال الديك في نفسه مثل ما قال في المرة الاولى :“الضرورات تبيح المحظورات”..أتنازل وأنحني قليلا للعاصفة حتى تمر ، حفاظا على نفسي...وتمر الأيام وديكنا الذي كان يوقظنا للصلاة لم يعد يوقظنا بل أصبح وكأنه دجاجة!!..وبعد شهر قال صاحب الديك : ايها الديك الآن إما أن تبيض كالدجاج أو سأذبحك غدا!..عندها بكى الديك وقال : ياليتني مت وأنا أؤذن..وهكذا تكون سلسلة التنازلات عن المبادئ والقيم والأخلاق تبدأ بالتخويف حتى تصل إلى مرحلة الاستسلام ثم الانهزام والعبودية...

وهكذا غردت الشرعية واذنت ونقنقت وحاولت أن تبيض فقدمت التنازلات من أجل ان تبقى على قيد الحياة..وهذا حال من يقدمون التنازلات تلو التنازلات ..سقوط مدوي وفقدان ثقة الشعب بهم.

الحوثيين مفتهنين وكوفية المعبقي الشجاع والوطني والشريف فوق رؤوسهم..شكرا لرئاسي الشرعية ..ادمان تنازلاته المجانية من أجل الحبايب الحوثيين ..ومش كذا وبس حكومة الشرعية عادها تدعو  المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته في مواصلة المزيد من الضغوط على المليشيات الحوثية...للا مزيد بلا مطيط ..خلاص ياشرعية ليش عاد المجتمع الدولي .. الخير والبركة فيكم ..ماقصرتم ومش ممكن تقصروا مع الحوثيين...

أما بالنسبة للميليشيات الحوثية صحيح انهم تمكنتم من الانتصار على رئاسي الشرعية وحكومته البايخة..لكنهم لم ولن يتمكنوا من الانتصار على احرار اليمن ...