آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


المعلم قدوة.. والقدوة يقود

الأحد - 21 يوليه 2024 - الساعة 04:48 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان
- ارشيف الكاتب


نحن في نهاية شهر يوليو 2024م، والمعلمين بدون رواتب شهر يونيو، المعلم قدوة المجتمع وصانع اجيال المستقبل، واي مستقبل ننتظر، والمعلم مطحون مهان، يتعرض لسياسة تجويع وتركيع، في مخطط قذر يستهدف وجيل المستقبل، دعائم نهضة الامة .
وهل يبقى شيئا من الوطن لم يستهدف؟
نحن نعيش في زمن الهمجية وانفلات العقال الاخلاقي والحقوقي من عالم تقوده قوى الاستكبار والابتزاز والمصالح، يدعي التحضر ويتغنى بالمدنية، واحترام حقوق الانسان، ويمارس الحقارة بأقذر صورها مع مجتمعاتنا ، مجتمعات تتعرض عقولها للتسطيح والتجريف، في محالة لترويضها وحصرها في مزرعة المنافع والمصالح، بشراء الذمم وتقديم فتات بقايا الولائم وبناكس عملات الخيانة والعار ، حيث تتفوق المنافع والمصالح الخاصة، والمشاريع الضيقة والجهوية، والوجاهة الكاذبة، ليصنعوا منهم مجموعة مهرجين في مسرح للدمى، تردد فيه نغمات الكراهية والعنصرية والبغضاء، وعلى مراقص للأشباح على جثث الضحايا، وفي غرف التعذيب والسجون السرية ، وقاعات التهريج وتصفيق الرعاع.
الحقيقة ان تجويع المعلم ما هي الا جزءا من هذه الهمجية، لتدمير اعمدة البناء والنهضة والتقدم، لصناعة مجتمع معوق بالتخلف والجهل، مجتمع تسقط فيه القدوة، عندما نرى المعلم يتسول لقمة العيش.
اذا استوعب المعلم مكانته كقدوة، سيعرف ان الاضراب ليس حلا، بل هو اندفاع خلف ما تريده الهمجية، في اغلاق المدارس، ليصبح التجهيل واقعا، في لا دولة ولا مبالاة، والقائمين على السلطة لا يهتمون، هم ادوات المخطط، كيف يهتمون وهم خارج التغطية، بسكوتهم عن المخاض السياسي اليوم، الذي تفجر قبحا وقذارة، وهل يوجد اقبح من الخطف والمداهمات وكمية الانتهاكات والسجون السرية والبسط والسطو على الاراضي والممتلكات، و الأوجه المقنعة التي تجوب الشوارع بحثا عن ضحية بهمجية.
المعلم قدوة المجتمع، حامل الرسالة الاخلاقية والانسانية ، والقدوة هو القادر على صناعة الوعي، وتقديم المثل، وعي يحرر العقل، وبالمثل تستقل الشخصية من أي تباعات جهوية مناطقية طائفية، معززا الروح الوطنية، يقود الناس للتحرر من الوصاية والتبعية، وخزعبلات السادة والقادة ومشايخ الويل والدبور.
المعلم رسالة ومهمة وطنية في تدعيم القيم واستقامة الاخلاق، ولن تبنى القيم الا في المجتمعات الحرة، وبالحرية والوعي تستقيم اخلاق الامة.
معاناة المعلم يجب ان تستفز فيه روحه الوطنية، ليدرك المهمة الملقاة على عاتقه، مهمة تحرير الوطن والمواطن من هذه السياسة الهمجية، ليقود المجتمع لثورة اخلاقية، تحرره من الوصاية والتبعية، ليكن منارة تنير مسار التغيير والتحول المنشود بما يخدم مصالح الوطن والمواطن ، بعيدا عن الاصنام التي تخلقت من رحم الهمجية ، وبدعم القوى الرجعية التي زرعت بذور الفتنة وما زالت تزرعها بيننا، سياسة فرق تسد الشيطانية.
والله على ما اقول شهيد
احمد ناصر حميدان