آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


جمل يعصر وجمل يأكل العصار

الإثنين - 15 يوليه 2024 - الساعة 01:17 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب




مثل شعبي وحكمة قديمة سطرها لنا الأجداد فكم هي اليوم أصبحت تلامس واقعنا في كثير من جوانبه وعلى الأخص منها الجانب المعيشي وسلم الدرجات الوظيفية ومناسبة الأجور التي يتقاضاها الموظف والعامل لقاء ما يقدمه جهد وعمل.
والملاحظ في سلم أجور ومرتبات الموظفين أنها لا تستجيب لقيمة العمل والجهد المبذول من قبل الموظف والعامل في القانون واللوائح المنظمة له حيث يحدد للمهن الأكثر أهمية والتي يتطلب منها جهد وعمل شاق وأثرها واضح في حياة المجتمع بمقدار لا يتناسب وهذا العمل والجهد في حين أن وظائف هامشية والحاجة اليها هامشية تحدد لها الأجور العالية والعلاوات والمنح المرتفعة كوظيفة المستشار على سبيل المثال وما أكثر من يشغل مثل هذا المنصب ويندرج اسمه تحت هذا المسمى وهو في الأصل لا يقدم شيئ من الجهد وربما لا يستحق تلك المرتبة ولكن لموقعه الأسري والقبلي أو الحزبي أو علاقاته مع أصحاب المناصب والوظائف العليا أو لدور قدمه في مرحلة نال فيه الرضا من قيادة معينة في البلاد وما أكثر القيادات في بلادي وتنوعها وتعدد انتماءاتهم وجميعهم يتقاضون المنح والرواتب العالية وترصد لهم من ميزانية الدولة وتصرف لهم الرواتب والعلاوات المجزئة لقاء اختلافاتهم وما يحققه من تمزق البلاد وانقسامها بين ولاءاتهم .
ومن جانب أخر أتخذت بعض مكاتب التربية قرارات مجحفة في حق شريحة من المعلمين بات اليوم يطلق عليهم بالمتعاقدين وهم فصيلة محرومة من كل الحقوق المعنوية والمادية ألا القليل حيث أنهم يؤدون الوظيفة نيابة عن معلمين تركوا العمل في الوظيفة ولكنهم لم يتركوا الوظيفة حيث انهم منخرطون في أعمال أخرى داخل البلاد وخارجها مقابل استقطاع مبلغ من الراتب يقدر بربع رواتبهم يذهب إلى مصادر غير معلومة في مكاتب التربية في حين أن ما يسمون بالمتعاقدين لا يتحصلون إلا على فتات مما يسمى بالصندوق الذي لا يعلم من يقف عليه ولا هي مصادر تمويله ولا حجم التمويل وهم بهذا يطبقون المثل العدني الشهير جمل يعصر حيث يفنون اعمارهم يضيعون جهدهم دون مقابل لا هم مسجلون في قوائم الموظفين وتحسب لهم فترة العمل من خدمتهم ولا يتقاضون رواتب وإنما تعطى لهم الوعود في التوظيف من باب ( السهان) وتمر السنوات دون ان تتحق تلك الوعود فكل ما عليهم واجبات الوظيفة دون أية حقوق لا معاش تقاعدي ولا خدمة محسوبة في حين أن الفئة الثانية وهم الذي ينطبق عليهم شطر المثل الاخير جمل يأكل العصار محتفظين بالوظيفة وتحسب لهم الخدمة مع عدم مباشرتهم لها طالما الجمال تعصر بدل عنهم و يتقاضون ثلثي الراتب وهم في أعمال أخرى تذر عليهم أجور إضافية ربما اضعاف الراتب الحكومي وأكثر.
فما أقرب هذا المثل على واقع الموظف في بلاد جار فيها القائمون على إدارتها وسياستها فاحتفظوا بالسمين من الحقوق لهم وتركوا الغث لعامة الشعب مطبقين المثل العدني بكل معانيه والفاظه جمل يعصر وجمل يأكل العصار
عصام مريسي