آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


الإرهاب بين التنظيم والشخصنة

السبت - 13 يوليه 2024 - الساعة 03:44 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


بين الحين والآخر نستمع إلى خبر صادم عن اغتيال شخص أو مجموعة أفراد بطرق تدمي لها القلوب وتدمع من هول ما تسمع العيون وتتحير العقول لما تراه من إشاعة الموت بطرق مخيفة ولشخصيات غير معروف عنها أي نشاط سياسي أو حزبي وربما نسمع أخبار عن اختفاء أناس على خلفية قضايا مدنية أو خلافات شخصية أو واجتماعية.
كل تلك الافعال أصبحت أفعال منظمة ومبرمجة تقوم على تنفيذها جهات باتت معلومة أو أشخاص ينتمون لجهات رسمية حكومية أو مجتمعية يفترض منها حماية الأمن وتحقيق السكينة العامة وحفظ الأرواح وتأمين الممتلكات ونشر الإطمئنان وحقن الدماء .
لكن افرازات حرب الاجتياح وبعد حركة التصحيح التي قادها كثير من الشباب الوطني تسلق على ظهرها كثير من أرباب السوابق وذوي النفوس المريضة والمتسلقون الذين لم يدلوا بدلو لا في مظاهر ثورة التغيير ولا حتى في الجهاد عن أرض الجنوب في حرب الاجتياح الشمالية غير أن بعضهم كان جامع غنائم وباحث عن مكاسب شخصية بعيدة كل البعد عن الأهداف النبيلة لتحرير الأرض والعودة للبناء الاعمار.
ويا لها من غنيمة عندما مد التحالف يده للعون والقى بالدعم جوا وبرا سلاح وريالات حتى انفتحت شهية هؤلاء المتسلقين وأصبحت الحرب وخوضها مجرد غنيمة ثم انخرط هؤلاء في صفوف وحدات عسكرية ليس لهم منها ونشاطها القانوني والوطني غير البدلة الميري والراتب والمنح المالية الذي زاد من جشعهم واطماعهم وفتح شهيتهم أكثر للجمع وأصبحوا يتمتعوا بحصانة الوظائف التي ينتمون لها وتحت غطاء الوظيفة عبثوا و أفسدوا و تحولوا إلى هيئات للفساد و الإفساد وأن صح التعبير هيئات استخدموا وظائفهم و مناصبهم التي حصلوا عليها وهم لا يستحقونها لتحقيق مأربهم الخاصة واطماعهم الشخصية الدنيئة وربما بعضهم أصبح أداة لتنفيذ اجندات اقليمية تسعى لابقاء البلاد في دائرة العنف والاقتتال المجتمعي والتدهور الاخلاقي والاقتصادي ولم تكن لتحقق أهدافها لولا هذا الكم من المتسلقين الذين منحوا تلك الترقيات والمناصب والأموال الطائلة تحت مسمى الراتب بعد تقديم الولاء لها دون غيرها وأصبحوا دمى تحركهم في أي اتجاه تريد العبث به.
وعند وقوع المحذور واكتشاف أمر جريمة من تلك الجرائم التي أصبح مرتكبيها مجهولي الهوية والانتماء يتم أختيار بعض الاشخاص كبش فداء لمواراة الجرائم المنظمة وتحويل الجريمة إلى واقعة شخصية حتى يبدو الأمر كأنه حادث عرضي محاولة طمس حقيقة الإرهاب الذي أصبح ممنهج ومنظم في ظل هيئات تحت غطاء الوظيفة العسكرية أو المدنية ومناصب لا تجرؤ البنان الإشارة اليها.
كل ذلك لا يخفي أن الإرهاب أصبح منظم ويرتدي الزي الرسمي ويغطى بوظائف ومناصب ورتب لا يتصور منها إرتكاب مثل هذه الافعال الإجرامية.
فكثير منذ تحرير عدن تم اختفاؤهم ولم يعد منهم إلا القليل وكثيرا منهم فارق عالمنا إلى العالم الاخر بوساطة حادث سيارة مفتعل أو رصاصات غادرة من ملثمين مجهولي الهوية على سيارة او موتور عابر.
ولم نسمع إلى اليوم عن القاء القبض على أحد الجناة أو تنفيذ حكم القصاص فيه ومن وقع في القبض أصبح مصيره غير معلوم من غير محاكمة.
فالارهاب المنظم الذي عبث بالبلاد طال شخصيات عسكرية وطنية وتربوية ودعوية ودينية وقضائية و أصحاب أعمال ذهبت أرواحهم وسالت دماؤهم عبثا ليس إلا انهم جزء من الشرفاء الذين أحبوا الوطن ولم يروق لهم ما حل للوطن من خراب ومؤامرات ، او من كان على خلاف ايدلوجي أو حزبي فالقانون وحده هو من يحدد الجرم ومن يقدر العقوبة والجهة المسؤولة عن ذلك لكن هؤلاء ارادوا للبلاد أن تتحول لبؤرة صراعات حزبية مناطقية فذهبوا في إيقاد وتذكية الصراعات القبلية وانعاش النعرات المناطقية وكلما انطفأت نار أشعلوا فتيل أخر للحرب والصراع.
عصام مريسي