آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


العاصفة (١)

الأربعاء - 10 يوليه 2024 - الساعة 11:03 ص

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




فرح أخواني وأخواتي حينما علموا بقدوم العاصفة، لكنها كانت ثلجية؛ بعد إرتفاع درجة الحرارة الى أكبر مستوى لها في بلادنا، نعم، كنا نتحسسها بأنها عاصفة ثلجية، تكوّنت من فصول الشتاء مع مرور السنين، كان برد الزمهرير يدخل علينا من تلك الثقوب التي في بيتنا، تشققت شفاهنا وتغيرت صورنا، لم نعد نذهب الى المصالح العامة، فقد منعنا عنها البرد القارس!
كنا نراها كرة جميلة من الثلج، فرحنا بها وبنعومتها وجمال لونها، لكنها كانت كرة خيالية، بينما نرا كل يوم واحد منا يختفي... تركتنا أجسام نحيلة هزيلة ركيكة لا تقوى على الثبات...
وصلت تلك العاصفة إلى إتلاف ماتبقى من طعامنا، وتطاير أغلب أوراق النقد من بين أيدينا ...
كنا نتابع  على الشاشات المحللين وهم يصفونها بأنها ستجر النفايات الصلبة وتقذفها في البحر، ولم يبقى لها بعد ذلك أثر يذكر!
لكنها تكبر كل يوم حتى التهمت ما تجده أمامها.
تسلق من استطاع منا شجرة النجاة ، بعد أن امتلأت الأرض مستنقعات، وأنبتت بعدها عشب لم نعرفه، وتركته لكل حيوان يتمتع به، وتكاثرت تلك النسخ كمثال البومة.
وصلت تلك الوحوش إلى شجرة النجاة، التي كان الحطّاب قد أثّر فيها بفأسه وتركها مائلة إلى السقوط...
للأسف، كان إعصار مداري سريع الدوران، يدور عكس إتجاه عقارب الساعة!

وللعاصفة بقية.