آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


لا تخوض غمار الدين الا ببرهان

الأحد - 07 يوليه 2024 - الساعة 04:40 م

د. أمين عبدالخالق العليمي
بقلم: د. أمين عبدالخالق العليمي
- ارشيف الكاتب


عندما نتحدث عن الدين، يجب أن نتحلى بالحذر والموضوعية، فالدين هو أمانة عظيمة أودعها الله في قلوب البشر، لتنظيم أمور حياتهم وتوجيههم نحو الخير والصلاح،

ولذلك، لا ينبغي لأي شخص أن يتصدر للخوض في تفاصيل الأحكام الشرعية والفتاوى الدينية، إلا من كان مؤهلاً علمياً وخبرة كافية وعلم وفير وفراسة، وقُدره علي الالمام بكافة الجوانب الشرعية، والمقاصد الدينية والدنيوية، يؤهلانه للإفتاء وحسم اي جدال بالحجة والبرهان في هذا المجال الحساس بالذات،

لقد انتشرت في عصرنا الحاضر ظاهرة مؤسفة تتمثل في قيام بعض الأفراد بإصدار الفتاوى والآراء الدينية، دون أن يكون لهم أهلية أو خلفية علمية كافية،

فهناك من يدلي بآرائه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو المنصات الإعلامية، متخذاً من نفسه مرجعاً دينياً، رغم افتقاره للضوابط والمعايير التي يجب أن تتوفر في المفتي أو المفسر الشرعي،

وبالتالي، فإن هذه الممارسات الخاطئة قد تؤدي إلى نشر الجدل والخلاف في المجتمع، وإلى تشويه صورة الدين وتحريفه عن مقاصده السامية، فالدين الإسلامي دين الرحمة والاعتدال، ولا يمكن أن ينسجم مع التشدد أو التطرف الذي قد ينتج عن الفتاوى المتسرعة أو المنحرفة،

لذا، يجب أن نؤكد على أهمية الرجوع إلى أهل العلم والاختصاص الدينيين المعتبرين، واصحاب الثقة، عندما نريد الاستفسار عن أي مسألة متعلقة بالدين، فهؤلاء العلماء هم الأهل للبت في القضايا الفقهية والعقدية، وفق ضوابط واضحة ومنهجية علمية محكمة، وعلى العامة من الناس أن يتحلوا بالحكمة والتريث، وأن لا يستعجلوا في اتخاذ مواقف أو إصدار أحكام دينية دون رجوع إلى أهل الاختصاص، والعلم، والثقة،

إننا بحاجة إلى توعية المجتمع بخطورة انتشار الفتاوى الدينية عشوائياً، وضرورة التمسك بالفهم الصحيح والمعتدل للدين، فالدين هبة ربانية يجب أن نحافظ عليها بعناية، وأن نحذر من كل ما من شأنه أن يشوه صورته أو يحرفه عن مقاصده السامية .