آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


المطالبة بتسليم جثمان الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح

الخميس - 04 يوليه 2024 - الساعة 08:41 ص

مصطفى المخلافي
بقلم: مصطفى المخلافي
- ارشيف الكاتب


تبين في جميع المباحثات التي كانت تُعقد بين وفد الشرعية والحوثيين خلال محطات عديدة، أن عدم المطالبة بجثمان الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح قد خلق بعض العقبات، حيثُ بدأ واضحاً أن المطلوب من هذه المباحثات الذهاب بعيداً عن مطالب الشعب اليمني الذي يطالب بقوة بسرعة إدراج جثمان الشهيد صالح ضمن كشوفات الأسرى، والمطالبة بتسليم جثمانة ضمن صفقة الكل مقابل الكل، للبدء بخطوات جدية لتحقيق تقدم في هذا الملف وإنهاء تداعياته والوصول للمصلحة الوطنية الشاملة.

الظاهر للأمر بأن وفد الشرعية المفاوض تناسى جثمان الشهيد صالح، ولم يُبدي أي تحرك تجاه مطالب ملايين اليمنيين المطالبين بتسليم جثمان الشهيد علي عبدالله صالح، وبرأيي بأن وفد الشرعية المفاوض ربما تساهل في هذا الجانب، ولستُ مع التعاطي بأن الوفد المفاوض عاجز عن المطالبة بجثمان الشهيد صالح، رغم اتهامات البعض له بأنه تعامل بإزدواجية مع أهم جانب إنساني يتعلق بتاريخ وذاكرة اليمن واليمنيين.

لكن في السياسة لا أحد يقفل باباً، وهذا ما نحاول أن نفعله في تعاطينا مع هذا الأمر، ونأمل أن يتدارك الوفد هذا الخطأ، رغم تحفظنا عن آلية إدارة ملف الأسرى، وبإعتقادي بأن وفد الشرعية يُراهن على بعض الحسابات التي تتعلق ببعض الجهات الخارجية، وهو أمر لا يصب في مصلحة العملية السياسية ولا في مجال تبادل الأسرى.

إن تجاهل وفد الشرعية المفاوض لذكر جثمان الزعيم صالح في جميع المباحثات والمشاورات التي عقدتها مع ميليشيا الحوثي في عدة محطات دليل واضح على أن الوفد يُعاني من عدم فهم للسيكولوجية السياسية ومن قصور في تركيبته الذهنية التي يجب أن تكون حاضرة في مثل هذه المواقف كما كان صالح يفعل حين يتعلق الأمر برفقاء دربه.

وكواجب وطني وديني وأخلاقي كان يُفترض على وفد الشرعية المفاوض أن لا يدع مجالاً للمهاترات البينية ويفوت الفرصة على منتقديه ويطالب بجثمان الشهيد علي عبدالله صالح كون هذا الأمر مسؤوليته بالدرجة الأولى، ومن المُعيب إغفال هذا الجانب عن المباحثات رغم أهميته الملحة في سير المباحثات وسبل نجاحها.

ولو عُدنا سنين للوراء تحديداً لمفاوضات "موفنبيك" لوجدنا أن هنالك إسقاطات عديدة لكنها غير عادلة ولامنصفه، ولا يجب مقارنة ذلك بما يتعلق بجثمان الشهيد صالح، لكنه جدير بالتطرق إليه لوضع القارئ والمتابع اليمني أمام بعض الحقائق والمفارقات، حيث طالبت أحزاب المعارضة آنذاك وشخصيات سياسية بجثة حسين بدر الدين الحوثي وكانت حجتهم في ذلك الوقت بأن الواجب الديني والأخلاقي يحتم عليهم المطالبة بسرعة تسليم جثته، وهنا لا وجه للمقارنة، فالأول تمرد على الدولة وخاض ضدها سته حروب وقتل عسكريين ومدنيين وهجر وشرد الآلاف من منازلهم، ونشر ثقافة الحقد والكراهية بين أبناء القبائل وفي أوساط محافظة صعدة، أما الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح فقد قاتل دفاعاً عن الوطن والجمهورية والوحدة والثورة ومكتسباتها حتى أستشهد بداخل مسكنه، لم يرفع سلاحه بوجه مواطن ولم يتمرد على الدولة بل كان سيفاً مسلولاً بوجه أعداء اليمن واليمنيين. اليوم يتساءل اليمنيين أين الواجب الديني والأخلاقي لدى وفد الشرعية المفاوض في مسقط؟ وهل يتطلب الأمر تذكيرهم بذلك؟ أم هي مسؤوليتهم يجب القيام بها دون الحاجة إلى مطالبتهم؟

من العيب أن لا يسعى وفد الشرعية المفاوض في مسقط للمطالبة بجثمان الشهيد علي عبدالله صالح، حيث أننا لا نتوسل منهم المطالبة بقدر ما نذكرهم بمسؤولياتهم وواجبهم الوطني والأخلاقي تلبية لمطالب ولرغبة ملايين اليمنيين، وإذا كان وفد الشرعية المفاوض حريص على أدبياته الإنسانية والأخلاقية، فعليه السعي بجدية بهذا الإتجاه، وعدم ترك الباب مفتوحاً أمام الردود الشعبية الغاضبة.

نحن مع إطلاق سراح جميع المعتقلين لدى سجون ميليشيا الحوثي، لكننا ضد الكيف والمزاج الغير مُتزن لوفد الشرعية، الذي يتعارض مع الأسس الأخلاقية وينحاز لطرف على حساب أطراف وشخصيات أخرى.