آخر تحديث :السبت-06 يوليه 2024-08:07م

توضيح مهم على قراءة اللواء علي ناجي عبيد لمذكراتي في عدن في حلقتها الثانية

الأربعاء - 03 يوليه 2024 - الساعة 09:04 م

علي عبدالله الضالعي
بقلم: علي عبدالله الضالعي
- ارشيف الكاتب




في البداية لابد من توجيه تحية واجبة للاخ علي ناجي عبيد على قراءته للكتاب وتعليقاته الهادفة وملاحظاته القيمة ومؤكدا له بأن الاختلاف بالراي لايفسد للود قضية وأنني اتفق تماما معه بما قاله على ( أن التاريخ ملك للجميع ومن الواجب تدوين وقائعه كما وقعت حينها بعيدا عن العواطف من الحب والكره ووضعها على طاولة التشريح للتحليل عن الدقيق لياتي من يستطيع القيام بذلك إذا لم نستطع أداء هذه المهمة اي التحليل كما ينبغي )
وانطلاقا مما قاله فإنني لم اجد سببا يجعله في قراءته لكتابي أن أن يقفز الى إلى ما سماه الاجتماع السداسي لتشكيل منظمة التحرير ثم دمج منظمات التحرير والجبهة القومية ويتجاهل مرحلتين سابقتين على حدوثهما على درجة عالية من الأهمية وهما
اولا ) اجتماع دار السعادة في فبراير 1963 وبإشراف مندوب عن الرئيس عبدالله السلال ومندوب عن قيادة القوات العربية ( المصرية ) والتي شاركت فيه كل القوى السياسية والتشكيلات العسكرية والقبيلة بما فيها حركة القوميين العرب وحزب الشعب الاشتراكي وحزب الرابطة والجبهة الناصرية والتنظيم السري للجنود والضباط الاحرار والجبهة الوطنية المتحدة وجمعية الاصلاح اليافعي وغيرهم وتم الاتفاق على التهيئة والاعداد لتحرير الجنوب اليمني المحتل وان يكون باسم جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل وان تتحمل مصر العروبة مسؤلية التدريب والتسليح والاعلام وهي العملية التي سميت ( بالعملية صلاح الدين ) وتم تشكيل لجنة تحضيرية ومهمتها :
1) اعداد وثائق العمل السياسي .
2 ) قيادة النشاط الوطني الراهن .
وتكونت اللجنة من كافة التشكيلات المشاركة بالاجتماع بما فيهم حزب الرابطة وحزب الشعب الاشتراكي وكانت اللجنة من الإخوة :
قحطان الشعبي . ناصر علوي السقاف . عبدالله المجعلي . محمد علي الصماتي . ثابت علي المنصوري . محمد احمد الدقم. بخيت مليط . احمد عبدالله العولقي . عيدروس حسين القاضي . علي محمد الكازمي . عبدالله محمد الصلاحي
ثانيا) اجتماع اغسطس 1963 بقرية حارات بالاعبوس والذي شاركت فيه سبعة جماعات هي حركة القوميين العرب والجبهة الناصرية والجبهة الوطنية المتحدة وتشكيل القبائل والتنظيم السري للجنود والضباط الاحرار وجبهة الاصلاح اليافعي والمنظمة الثورية لجنوب اليمن المحتل وتم تشكيل الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وكان ذلك تجاوزا وخروجا على ما تم الاتفاق عليه في اجتماع دار السعادة وبغرض تفرد حركة القوميين العرب بالقيادة باعتبارها الاكثر قدرة والأدق تنظيما .
وقد استشهد الاخ علي ناجي عبيد بالحكمة القائلة ( ليس كل ما يلمع ذهبا ) ومعه كل الحق بصحة تلك الحكمة واسمح لنفسي هنا بالإضافة إليها إلى أن ( ليس كل ما يكتبه الحاكم كتاريخ أثناء حكمه فردا كان أو حزبا كله صحيحا ) لانه ينسب لنفسه ولحزبه كل الإيجابيات التي جرت أحداثها بالوطن قبل وصوله للسلطة واثنائها ويحمل خصومه كل التهم والسلبيات والأخطاء بل وقد يمارس التزوير وقلب الحقائق طالما وهو المنتصر واضرب مثالا للتدليل على ذلك ماقام به نظام علي عبدالله صالح بإزالة صورة علي سالم البيض من مشهد رفع العلم الذي قاما به علي وعلي يوم 22 مايو 1990
ويبدو أن الاخ على ناجي عبيد عندما كتب قد وقع تحت تأثير ما تم كتابته من تاريخ في فترة حكم الجبهة القومية ثم الحزب الاشتراكي خلال فترة حكمها التي دامت حوالي 25 عاما حيث كتب التاريخ حينها من وجهة نظر الحاكم المنتصر
وعموما لست ادري كيف تم احتسابه للفترة الزمنية بين تفجير ثورة 14 اكتوبر 1963 وتبني الجبهة القومية وتاريخ دمج منظمة التحرير والجبهة القومية بقوله ( اي بعد ثلاث سنوات من تفجير الجبهة القومية للثورة المسلحة ) فالمدة الزمنية بين قيادة الجبهة القومية لثورة 14 اكتوبر وتشكيل منظمة التحرير في يوليو 1965سنة وثمانية أشهر ثم بين اكتوبر 1964 و13 بناير 1966 تاريخ الدمج هو سنتين وثلاثة أشهر فقط
وهنا يجب ملاحظة أن عشرة من أعضاء اللجنة التحضيرية التي تشكلت في اجتماع دار السعادة وافقت جميعها على الاندماج بجبهة التحرير ولم يبقى بالجبهة القومية منهم سوى قحطان الشعبي
أن الحقائق التي ذكرتها عن اجتماعات دار السعادة وقرية حارات بالاعبوس وإعلان منظمة التحرير ثم عملية الدمج بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير في 13 يناير 1966 لم اخترعها من عندي وانما نقلت مضمونها من كتب مؤرخ الجبهة القومية سعيد الجناحي بالإضافة إلى أنها موجودة بكتاب الاخ علي ناصر محمد ( ذاكرة وطن ) وتحديد بصفحة 238 وبالنسبة لمنظمة التحرير وجبهة التحرير فذلك من كتاب الاخ محمد سالم باسندوه (البداية نضال من أجل الاستقلال ) صفحة 150. 151
كما أود الإشارة هنا إلى أن السلطان محمد بن عيدروس والسلطان علي عبدالكريم العبدلي قد كان لهما موقف ضد الاستعمار البريطاني من قبل ثورة 26 سبتمبر 1962 وليس لهما أي علاقة بالجبهة القومية .
وفيما يتعلق بما قاله عن الاجتماع السداسي بين الجبهة القومية والمخابرات البريطانية ( ال ام اي سكس ) وجيش الاتحاد النظامي والشرطة المسلحة المعروفة بالارم بليس . فاود أن أقول له ليس اجتماعا سداسيا لكنه اجتماع اثناعشري والذي حضره ثلاثة من كل طرف أن ذلك الاجتماع ليس من بنات أفكاري وانما قد سبق الإشارة إليه في كتاب سالم بن حلبوب ناهيك أنه قد ورد بمذكرات همفري ترفليان الذي كان مندوبا ساميا بريطانيا في عدن وان الاحدث التي جرت ميدانيا قد أثبتت صحته حيث ترك للجبهة القومية السيطرة على إمارة الضالع وسلطنة الفضلي ومناطق أخرى في يونيو 1967 وعندما سيطرت قوات التنظيم الشعبي وجبهة التحرير على المنصورة والشيخ عثمان ودار سعد في أغسطس 1967 قامت الدبابات وطائرات الهيلوكبتر البريطانية وقوات جيش الاتحاد بالهجوم عليها كما أن طائرات الهوكرهنتر البريطانية قد قامت بقصف جيش التحرير بمجرد دخوله إلى كرش يوم 6 نوفمبر 1967 وهنا يجب التأكيد بأن ذلك ليس عمالة أو خيانة من قبل الجبهة القومية كما قد يفهم البعض وانما هو التقاء مصالح سياسية .
وفي الختام ارجو من الاخ علي ناجي أن يثق بصحة ما قلته حول الانقلاب الذي حدث في يوم 5 نوفمبر بالتحالف العجيب والغريب بين اليسار الممثل بالبعث وحركة القوميين العرب والقوى الرجعية والمشائخية من أعضاء مؤتمر حرض وعمران فإن الذي تحرك هي قوات الصاعقة والمظلات والشرطة العسكرية والعاصفة ولم تكن مصادفة أن يكلف بإذاعة الييان الانقلاب يحي الشامي الذي أصبح فيما بعد عضوا بالمكتب السياسي بالحزب الاشتراكي اليمني .
وكان كل من التيار الرجعي واليساري يريد الاستفادة من التيار الآخر تكتيكيا للتخلص من الناصريين اولا ثم يقوم بالتخلص من شريكه بالتحالف وكانت النهاية هي نجاح قوى التخلف مما اضطر قوى اليسار الهروب إلى عدن
وختاما اكرر شكري وتقديري لمبادرة الاخ العزيز علي ناجي عبيد بقراءته للكتاب وكتابته كل تلك الملاحظات مع تحياتي