آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-11:54م

الحالة المعيشية للمواطنين بين المحاصصة السياسية وتقاسم الكعكة

الأربعاء - 03 يوليه 2024 - الساعة 10:48 ص
امين عبدالخالق العليمي

بقلم: امين عبدالخالق العليمي
- ارشيف الكاتب


في الوقت الذي يعاني فيه الوطن، والشعب من ضغوط معيشية متزايدة، نجد أن الأحزاب السياسية ومسؤولينا السياسيين والحكوميين لا يزالون منشغلين بالمحاصصة وتقاسم الكعكة، هذا الانشغال بالمصالح الضيقة على حساب المصلحة العامة يؤدي إلى تدهور الحالة المعيشية للمواطنين اكثر واكثر، ويعزز من حالة الإحباط واليأس بين الصفوف،

المحاصصة السياسية هي توزيع المناصب والموارد بين الأحزاب والفئات المختلفة بناءً على اعتبارات حزبية أو طائفية أو عرقية، بدلاً من الكفاءة والجدارة، هذه السياسة تؤدي إلى المزيد من المعاناة والتدهور، في المعيشة والخدمات العامة،
عندما تكون المناصب موزعة بناءً على الولاءات السياسية وليس على الكفاءة، فإن ذلك يؤدي إلى ضعف الأداء الحكومي والتدهور الكامل تعليم، وصحة وبنية تحتية، فالي متي المحاصصة تفتح الباب أمام الفساد علي مصراعيه حيث تصبح المناصب والموارد أدوات للمكافأة السياسية بدلاً من خدمة المواطنين، الفساد يؤدي إلى هدر الموارد العامة ويزيد من معاناة الناس،

تفضيل المصالح الحزبية والشخصية على المصلحة الوطنية يعوق التنمية الاقتصادية ويزيد من البطالة والفقر، الاستثمارات تتراجع والاقتصاد يعاني بسبب عدم الاستقرار السياسي والإداري،

وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مشغولين بالمكايدات وكل واحد متمترس خلف حزبه، فلتذهب الاحزاب ويبقي الوطن الذي هو انا وانت وابني وابنك الذين سيصبون غداً لعناتهم علينا بما خلفناه لهم من واقع آليم ، الله يعينهم جيل الغد،

الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي هنا يأتي دورهم المزدوج فمن جهة، يمكن أن تكون وسيلة لنقل صوت المواطنين ومعاناتهم، ومن جهة أخرى، يمكن أن تُستغل من قبل الأحزاب السياسية لتصفية الحسابات والمكايدة السياسية، فيجب ان تُفعّل الاولي وتتوقف الثانية،

تستخدم بعض الأحزاب وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأخبار الكاذبة والإشاعات بهدف تشويه صورة الحكومة أو الأطراف السياسية الأخرى هذه الممارسات تزيد من التوتر وعدم الثقة بين المواطنين والحكومة، وعدم الثقة ببعضنا البعض،

الخطابات التحريضية والمقالات غير المسؤولة تؤدي إلى تأجيج الانقسامات الطائفية والعرقية، مما يعمق من مشاكل المجتمع ويزيد من معاناة المواطنين،

في ظل هذه الأوضاع، يجب على الأحزاب السياسية والمسؤولين أن يدركوا أن المواطن لم يعد يحتمل المزيد من المكايدة السياسية والصراعات الداخلية، الناس تعبت من الوعود الفارغة ومن السياسات التي تخدم مصالح ضيقة على حساب المصلحة العامة،

يجب على كل حزب ومسؤول أن يضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار، تحقيق التنمية المستدامة وتحسين الحالة المعيشية للمواطنين يجب أن يكون الهدف الأول لكل مسئول،

التعاون بين الأحزاب والمسؤولين والمجتمع المدني ضروري لمواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها الوطن، التكاتف والعمل المشترك يمكن أن يحقق نتائج إيجابية ويعزز من ثقة المواطنين في الحكومة، وإعادة الروح للشعب، الشفافية والمساءلة هما المفتاح لمحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، يجب على الحكومة والأحزاب أن تكون شفافة في تعاملاتها وأن تخضع للمساءلة من قبل المواطنين، واعضائها،

إن الحالة المعيشية المتدهورة للمواطنين تتطلب من الجميع وقفة جادة ومسؤولة، لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه من محاصصة سياسية وتقاسم للكعكة على حساب معاناة الناس، رفقًا يا أحزاب الوطن، فالمواطنون يعانون ويحتاجون إلى سياسات تضع مصلحتهم فوق كل اعتبار، الوقت قد حان للعمل الجاد والتعاون من أجل مستقبل أفضل للجميع .