آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


قبائل وادي أديم بالصبيحة بين إقصاء الماضي وتهميش الحاضر

السبت - 29 يونيو 2024 - الساعة 09:39 ص

ابراهيم العطري
بقلم: ابراهيم العطري
- ارشيف الكاتب




تعد قبائل الصبيحة بمحافظة لحج من اشهر القبائل العريقة التي قاومت الاستعمار البريطاني جنوبا والنظام الإمامي الرجعي المتخلف شمالا منذ فجر مبكر"

لقد قدمت قبائل الصبيحة الكثير من الشهداء والجرحى في سبيل التحرير والاستقلال ومثلت قبيلة الصبيحة المثالية في النضال والتضحية والفداء الوطني على امتداد الثورات "

ونالت قبيلة الصبيحة المرتبة الأولى في الحرية والعدالة الاجتماعية بعد عن كان لرجالها الأوفياء بحجم الرئيس قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف  شرف اعلان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الشطر الجنوبي كدولة مستقلة ذات سيادة، بعد قرون من الاستعمار البريطاني البغيض"

ولقد عانت قبيلة الصبيحة الكثير من المضائقات بعد أيام من  إدارة المشهد السياسي حيث قضت القوى الحاقدة على دولة الاستقلال من خلال التامر على الرئيس قحطان الشعبي ورفاقه وإنتاج حكومة أخرى فاستطاع اللوبي اختراقها وتحويلها إلى مستعمرة أخرى بغطاء سياسي غير معلن"

ومنذ تلك اللحظة ورجال الصبيحة يعانون حالة من الإقصاء والتهميش ولكن بطرق خاصة استطاع الغالب منهم التعائيش مع تلك القوى"

وبعد أن تحققت الوحدة اليمنية عادت بعض قبائل الصبيحة في واجهة المشهد من جديد ولكن سرعان ما تغيرت الظروف الاستثنائية لتعود إلى المربع الأول وتحتل مكانتها المستحقة من الإقصاء والتهميش"

وفي الحرب الأخيرة ال2015م برزت قبيلة الصبيحة كغيرها من القبائل الجنوبية في ميادين  الدفاع عن الأرض والانسان بصورة إيجابية وتميزت عن غيرها في صدق الصمود والاستبسال"

بفضل ذلك الصمود والاستبسال تمكنت بعض قبائل الصبيحة من إدارة المشهد العسكري بصورة خاصة لما لها من دور بارز في تطهير الأرض والانسان من عصابة كهوف مران ولكن مايحز في النفس أن تجد أن الكثير من القبائل اليوم وقد تعرضت  للخذلان خصوصا بعد أن شهدت البلاد  نوع من التحسن الملحوظ في بعض المناطق والمحافظات المحررة"

ومن ضمن تلك القبائل التي تعاني الإقصاء الإقصاء والتهميش قبائل وادي أديم بالصبيحة والقبائل المجاورة لها على امتداد جهاتها الاربع حيث لم تحصل تلك القبائل على نسبتها الكافية في  التشكيلات العسكرية الأخيرة سواء في الشؤن القيادية  أو حتى الشؤون الفردية حرمت من  التجنيد والتعبئة العسكرية الجديدة وغيرها من الاستحقاقات الأخرى ولم يشفع لها نضالها المشهود وتضحياتها الكبيرة في مختلف الجبهات"

وبلغ عدد قبائل  وادي أديم وماجاورها من القبائل على امتداد جهاتها الاربع ما يقارب (عشر قبائل) جميعها كانت ومازلت تعاني الإقصاء والتهميش وتعيش خارج المشهد السياسي والعسكري وتفتقر إلى أبسط المقومات الخدمية"

وتقع قبائل وادي أديم بالصبيحة في أهم منطقة جغرافية حساسة والتي قد يستغلها الاعداء في يوما ما" بوابة عبور  للسيطرة على أهم  المواقع الاستراتيجية التي قد تضر بالوطن العربي وليس اليمني فحسب"

قبائل وادي أديم بالصبيحة بحاجة اليوم إلى لفتة كريمة من سيادة المستشار العسكري والامني بالمجلس الرئاسي الفريق الركن محمود احمد سالم الصبيحي حفظه الله تعالى وكذلك من القائد المجاهد البطل الشيخ بشير المضربي وكل قيادات الصبيحة بمختلف الأطياف والتوجهات السياسية وذلك لما لها من مكانه ودور بارز في الكفاح المسلح  على امتداد الثورات اليمنية26 سبتمبر 14اكتوبر وصولا لثورة:25 مارس 2015م أثناء تصديها لجحافل الغزوا الحوثي على الأراضي الجنوبية ومشاركتها الفاعلة في تطهير عدد من الجبهات القتالية"

فلا بد لقيادتنا الموقرة اليوم أن تعيد النظر في التشكيلات العسكرية والأمنية وادارة السلطات المحلية بالمديرية والمحافظة واحترام دور تلك القبائل المناضلة ومنحها مكانتها المستحقة وحقها القيادي العسكري والأمني ودورها المحلي لنيل المشاريع الخدمية في مجال البناء والتنمية لما لذلك التصحيح من أثر إيجابي في الأرض والانسان وإثبات العدل والإحسان وضمان حماية الدين والأوطان.

~كتب ابراهيم العطري في28يونيو2024م~