آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


لما يتم إستهداف مدير عام الصحة بأبين ؟!

الجمعة - 28 يونيو 2024 - الساعة 08:36 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب




من حق كل مواطن أن ينتقد أي جهة مسؤولة في المحافظة على تقصيرها في إداء واجبها المنوط بها تجاه المواطن ، و لكن على أن يكون ذلك النقد موضوعيا و بناء لا يستهدف  المسؤول كشخص بل بصفته العامة  
و ما نلاحظه خلال الفترة الماضية و مع إنتشار حالات الإصابة بمرض الكوليرا  ، فقد أنتهزها البعض لشن حملة إعلامية واسعة ضد شخص الدكتور صالح الثرم مدير عام الصحة و السكان بمحافظة أبين ..

  بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية  نشر في شهر يونيو الجاري فأن عدد حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن بلغ 63 الف حالة مسجلة و تأتي محافظات عدن و تعز و صنعاء في مقدمة ترتيب عدد المصابين و منذ شهر مارس المنصرم و تلك المحافظات تحتفظ بترتيبها في عدد المصابين و هناك عدد من الوفيات سجلت أيضا في تلك المحافظات على الرغم من الإمكانيات و البنية التحتية الصحية لتلك المحافظات و على الدعم اللوجيستي التي تحظى به من قبل الحكومة و المنظمات الدولية .. فما بالكم بمحافظة كأبين تفتقر إلى الدعم الحكومي و شحته على كافة المستويات و المجالات المختلفة ..

  الكوليرا بحسب وضعها باتت جائحة وطنية و التغلب عليها يحتاج إلى تكاتف الكل و في معمعانها يجب أن ننسى الخلافات الشخصية و الإدارية و حتى الحزبية و السياسية و أن ترص الصفوف من خلال التوعية و التشجيع للعاملين في القطاع الصحي ليقوموا بدورهم لا أن نكبح جماحهم بل و ليكن الجميع عونا لهم حتى نتجاوز المحنة و بعدها فليكن لكل حدث حديث و غير ذلك فالمتضرر لن يكون إلا المواطن العادي في كل الأحوال ..

  الدكتور الثرم من موقع مسؤوليته قام بما هو واجب عليه و متبع في كل المحافظات و بحسب خطة عامة للوزارة كإجراءات إستباقية لمجابهة الوباء و تمثل ذلك في إنشاء 4 مراكز للعزل أو أكثر في المديريات الأكثر إنتشارا للكوليرا و بحسب الإحصاءات الرسمية المبلغ عنها و قام بمد هذه المراكز بالكادر الصحي و بالملتزمات من أدوية و غيرها ، كما قام بالتنسيق مع بعض الجهات خارج مجال الصحة للمشاركة لمقاومة هذا الوباء كماكتب الإعلام و الأوقاف و التربية و الرياضة بغرض التوعية و تعريف المواطن بكيفية الوقاية من المرض و هذه هي العلاج الأول للقضاء على المرض و الحد من إنتشاره ،  و ما قام به الدكتور الثرم من تلك الخطوات فأنه لا يقل عما قام به مدراء الصحة في المحافظات الأخرى و من بينها المحافظات ذات الإمكانيات الهائلة مقارنة بأبين ..

  انا هنا أعتب على بعض زملاء المهنة الذين شاركوا بإقلامهم في حملة الإجحاف بحق الثرم و أوضح لهم أنه خلال ايام العيد الماضية سجل مستشفى لودر وصول أكثر من 1200 حالة للإسهالات المائية الحادة و شكل ذلك ضغطا كبيرا على المستشفى و طاقمه الصحي حتى أنه لم تعد هناك سعة سريرية للمرضى و تم أستخدام أورقة المستشفى و كل الأقسام حتى أنه لم يتبق إلا قسمي الولادة و العمليات و تم التفكير و تجهيزهما لذلك بعد كم العدد الهائل من المرضى و بدون تأفف أو تذمر فقد تم تقديم العلاج لكل المرضى و حتى اني زرت المستشفى قبل يومين و لاحظت أن الضغط قد خف مقارنة بما سبق و هنا لم يكن الثرم موجودا و لكن هناك طاقم قام بواجبه .. و القصد من حديثي هذا أن بعض المديريات تخفق في إداء واجبها أو تتذمر و تلجأ إلى الإعلام لنشر تبريرات و أعذار مسبقة لفشلها ..

  انا هنا لست مدافعا عن الثرم و لا تربطني به علاقة أو مصالح شخصية و لكني أهدف إلى اهدف لنيصحة لبعض زملاء المهنة حتى لا تفقد أقلامنا مصداقيتها أمام المواطن و تتجرد من المهنية و الإحترام ..

  حفظ الله أبين و نسأل الله الشفاء العاجل لكل مرضانا و أن يجنبنا هذا الوباء و يكفي أبين ما فيها من جراح ..