آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


بضاعة فاسدة

الأربعاء - 26 يونيو 2024 - الساعة 05:02 م

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


نقف في دهشة أمام كلمات بعض النصوص سواء كانت هذه النصوص تتعلق بالقانون أو كانت هذه النصوص تتعلق بشرع ، ننظر إلى تلك القراءات والتفسير المختلف مع أن كلمات تلك النصوص هي ذاتها تحمل معنى واحد معلوم بعلوم اللغة العربية ، لكن كل فريق يرى ويفهم كلمات هذا النص بشكل مختلف عن الاخر ، الخلافات لم يتم استيرادها بطلب مستعجل من الخارج لكن الخلاف هي بضاعتنا الكاسدة التي نتاجر بها منذ قرون ، فالبشر يعشقون حتى الثمالة الاختلاف، فهم لا يضعون سقف معلوم للخلاف ، فهم عبر التاريخ يختلفون ويتجادلون والتاريخ يشهد على ذلك ،

فالاختلاف بين البشر كما يقال رحمة وهذا الاختلاف هو من أثرى المكتبات بأمهات الكتب ، الكل يجتهد لإيصال المعنى المقصود من النص بشكل الذي يراه صحيحا ، ويأتي بكل ما يمتلك من البراهين التي تؤيد الفقه الذي ذهب إليه ، فتساءلت لماذا لا نرى النص بعين واحده؟ ونضع الحد لكل تلك الخلافات التي اوجعت عقول الناس وشتت بأفكارهم ، فالنص لا يحتاج الى كل هذا الخلاف بقدر ما يحتاج إلى التوافق ، فالاختلاف قد يقود إلى وجهات نظر متعددة كل وجهه لها من يدافع ويكتب عنها ، قد يجد الإنسان العادي نفسه بين متاهة من الاختلاف يتوه وسطها لا يستطيع أن يستوعب كل هذا الاختلاف خصوصا بعد أن اصبح لوجهات النظر أنصار اجتهدوا لإقناع الناس بصحة اجتهاداتهم .

القوانين الوضعية ليس لديها سقف يقف عنده الاجتهاد فالكل يجتهد في تفسير النص في سبيل تسجيل سبق ينسب إليه في تعريف النص بينما الشريعة الإسلامية قد أغلقت بأحكام باب الاجتهاد لوجود النص ولكن هذه القيود قد بدأت نوعا ما في التراخي فمازلنا لا نستطيع استيعاب هذا الكم من الاجتهادات والتي ظهرت في هذا الزمان وصلت إلى الحد الذي تنازع فيه النصوص .

ختاما اليوم ونحن في القرن الواحد وعشرين وقد اصبح الناس أكثر مدنية وتحضرا واكثر تعليما وثقافة وانحسرت الأمية وبشكل ملحوظ ولكن لازال الخلاف سجال.