آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-11:54م

فاطمة الأم العظيمة

الأربعاء - 26 يونيو 2024 - الساعة 11:47 ص
امين عبدالخالق العليمي

بقلم: امين عبدالخالق العليمي
- ارشيف الكاتب


كان رحيلك يا امي صاعقةً علينا، ضعُف أبنائك الذي صنعت فيهم القوة، لم يكن بإمكانهم تصور الحياة بدونك، لقد كُنتِ نور العيون وسر سعادتنا عشتِ حياتك بأكملها من أجلنا، ومن اجل سعادتنا، بذلتي كل ما في وسعك لتوفير الراحة والأمان لنا وعندما أغمضت عينيك للأبد، انهار عالمنا،
أبنائك الاقوياء، من زرعتي فيهم قوة المواجهة لكل المصاعب والمتاعب، لم يستطيعوا استيعاب غيابك عنهم، ومنع دموعهم من النزول كأنهار جارفة، اننا يا امي نشعر بخواء لا يوصف في قلوبنا، برحيلك فقدنا السند والملجأ الوحيد الذي كُنا نلتجئ إليه في كل عقبة من عقبات الحياة وفي كل صعوبة نواجهها،
كُنتي يامي مصدر القوة والإلهام لنا بحنانك وتفانيك المطلق، تعلمنا منك كيف تكونون أقوياء، وأناسًا طيبين ومخلصين وصادقين مع الله ثم مع انفسنا ومع الآخرين ، رحيلك المفاجئ والمبكر انتزع منا ارواحنا وتركتي لنا من بعدك الوحدة، والم الفراق في هذا العالم البارد،
ذكرياتك طيف يحتضننا في كل لمحة نظر، حضنك الدافئ وغمرات حبك في كل مرحلة من أعمارنا منذ الطفولة صغاراً وحتي كبرنا، ذكريات تلك اللحظات الحانية، والطيف اللطيف أثارت في قلوبنا حزنًا عميقًا وشوقًا لا يوصف، لم يعد بإمكاننا الاستمتاع بتلك الأحضان الدافئة أو سماع أصوات نجواك الهادئة، في كل مناسبة كُنتي عيدنا قبل اي عيد، وفرحتنا قبل اي فرحة،
وكان غيابك في اول عيد يشعرنا، بالفراغ الكبير لا أخفيك يا امي باني كنت انتظر بفارغ الصبر لحظة وصولك لتُشعرينا بالأمان والطمأنينة، اترقب مكانك في الكرسي الامامي علي سيارتي او سيارة احد اخواني بوصولك القرية من اجل العيد ويصير عيدنا عيدين انت والعيد، لكن الآن انت في عالم بعيد عنا لن تعودي صورتك كانت في كل جدار من جدران البيت لكنه طيف ذكريات فقط وحلم وليس حقيقة وهذا ما كان يقطع قلوبنا انا واخواني واخواتي ألمًا،
أحيانًا، كُنا نتخيل أنها ستفاجئنا بقدوم مفاجئ كما كانت تفعل سابقًا، لكن سرعان ما نستيقظ من هذا الوهم لندرك أنها رحلت إلى الأبد، وعندها، تنهمر الدموع من أعيننا كأنها لن تجف أبدًا، وداعاً امي ليس بعده لقاء إلا في جنة الخلد ان شاء الله وبإذنه تعالي.