آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:03ص


عندما تغيب العدالة ينتشر الفساد

الثلاثاء - 25 يونيو 2024 - الساعة 10:51 م

نايل عارف العمادي
بقلم: نايل عارف العمادي
- ارشيف الكاتب




إن إقامة العدل بين الناس، حتى الأقربون من أهم الركائز الأساسية لتقدم المجتمعات، ونشر ثقافة السلام، وتعزيز روح المحبة بين المجتمع، ومن أهم الأسباب التي تساعد على تقدم الشعوب وتنميتها، وتعزيز مكانة الأفراد بين المجتمعات هو تحقيق العدالة ومما يسهم في دحر ثقافة الفساد والجريمة والتعدي على حقوق الآخرين  وعندما تتحقق العدالة  يأمن البسطاء والمظلومون والكادحون على حقوقهم وأموالهم وأعراضهم  والبسطاء هم أكثر الناس متمسكون بتحقيق العدالة، لأنها تضمن لهم كافة الحقوق

وفي درس أخلاقي قدمه المصطفى صلى الله عليه وسلم للأمة الإسلامية في المدينة المنورة في صدر الإسلام لتحقيق العدالة في قصة المرأة المخزومية التي سرقت وكيف منعت أشراف بني مخزوم إقامة الحد عليها وشفاعة الصحابي أسامة بن زيد رضي الله عنه لقربه من النبي صلى الله عليه وسلم في التشفع في إعفاء المرأة المخزومية. فما كان النبي صلى الله عليه وسلم إلا تهزئة أسامة بن زيد فقال له: اتشفع في حدا من حدود الله ثم خطب النبي صلى الله عليه وسلم في الناس خطبة حذرا أمته من التهاون في حدود الله وأن الناس سواسية أمام العدل موجها أعظم درس في التاريخ إذ قال: والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها. هذه هي العدالة الإسلامية وهكذا علم الرسول صلى الله عليه وسلم أمته كيف تتحقق العدل ولو على أقرب الناس،لقد نبذ الدين الإسلامي المحاباة في تحقيق العدالة في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، حتى لا تنتشر الفوضى بين الناس وتضيع الحقوق. فعندما تتم تجزية العدالة وتطبيقها فقط على الضعفاء وعامة الناس، وترك الأقوياء وعندما يفقد الناس الثقة في العدالة، يسعى كل فرد في المجتمع لكي يحقق عدالته الخاصة، فهو يقطع الطرق، ويرهب الناس، ويسرق وينهب، وقد يصل به الأمر إلى القتل ولذلك فإن تكاتف المجتمع وتعاونه من أهم الأسباب التي تساعد على تحقيق العدالة وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم الحكم على الضعيف وترك الأقوياء فقال: هلك من كان قبلكم.انهم كانو إذا سرق منه الضعيف عاقبوه، وإذا سرق القوي تركوه�. ومن خصائص اليهود أنهم لم يمتنعوا عن مكر فعلوه. ومن فوائد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ترك الشفاعة في حالة العقوبة بعد بلوغه السلطة وجوب العدل والمساواة بين الناس، سواء كانوا أغنياء أو فقراء، شريفين أو وضيعين، في الأحكام والحدود، وفيما يشتركون فيه إن إقامة الحدود على الضعيف وتعطيلها على القوي هو سبب الهلاك والدمار والبؤس.