آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


روح مازالت أسيرة

الإثنين - 24 يونيو 2024 - الساعة 01:29 م

فاطمة عصام مريسي
بقلم: فاطمة عصام مريسي
- ارشيف الكاتب




بعد أن تم فك أسري وارجاعي الى أهلي اتلقى منهم الترحيب والقُبل والاحضان الفرحة برجوعي جلست في وسطهم يحاولون الدردشة معي واخراجي من صمتي وانا قلبي يتقطع كل ثانية كلما عودتني صور اشلاء لا تحصى ولا تعد اشعر باني اريد أن اصرخ ملى صوتي وبكل ما أستطيع أن أطلقه من آهات اذ اخرجتها من جوفي يتخيل لي أنه سيتصدع جدار بيتنا الذي نحن فيه الان من حرقتها ومن كل ما تحمله من معانات، جسدي معهم ووسط لمتهم وروحي هناك في ذاك المكان الضيق الموحش المظلم الذي أظن انهم استوحوه من وحشة القبور ذاك المكان الذي كنت أظل حبيساً فيه لساعات لا بل لأيام او أسابيع لا ادري الى متى كانت تطول المده او كم كنت اتمنى رشفة من الماء ابل بها ريقي واروي عطشي او كنت احتاج الى المرحاض فلا القى سبيلاً اليه ملابسي متسخة وجسدي توشم بالجروح الغير معروف عددها منهك القوى متعب العقل جريح الروح لايتركون لنا مكانا لنداوي اهاتنا بانفسنا ولا الوقت لكي نهتم بها يتناوبون على تعذيبنا واهانتنا بشكل دوري كلاً في دوره كل من معه عقد نفسية او مشاكل حياتية يأتي لكي ينفس عم يجول بصدره فينا لديهم حقد رهيب وقلب قاسي بدون رأفة او رحمة يستمعون لاصوات تعذيبنا كأنها سيمفونية موسيقية تروي قلوبهم المتحجرة يتشفون بتعذيبنا وكأننا نحن من نهبناهم وقتلناهم وانتهكنا عرضهم وسرقنا أرضهم لا العكس، يريدون طمس كبريائنا وسرقة احلامنا وهد حيلنا لكي يشبعوا ذلك المرض في نفوسهم،
وعندما عيني أعتادت ظلام قبري تم فك أسري تم إخراج جسدي المنهك المهشم من هناك أخيراً لكن لا لم تبرد روحي لم ينسى عقلي ولم يعد قلبي الى نبضه الطبيعي ولم تعد عيني تحب أشعة الشمس ،مازلت أرى نفسي هناك في تلك الغرفة في تلك العتمة في تلك الوحشة روحي مازالت أسيرة .
فاطمة مريسي